الخميس, 17 يوليو 2025 08:22 PM

تصاعد التوتر: قلق أمريكي بالغ إزاء الضربات الإسرائيلية في سوريا ودعوة سورية لمجلس الأمن للتدخل

تصاعد التوتر: قلق أمريكي بالغ إزاء الضربات الإسرائيلية في سوريا ودعوة سورية لمجلس الأمن للتدخل

أعرب وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، الأربعاء، عن "قلق بالغ" إزاء الضربات الإسرائيلية في سوريا، معرباً عن رغبته في وقف المواجهات.

وقال روبيو، بحضور نظيره البحريني: "نجري مناقشات مع الطرفين، مع كل الأطراف المعنيين، ونأمل أن نتوصل إلى نتيجة، لكننا قلقون للغاية".

وكانت إسرائيل قد قصفت الأربعاء المقر العام للجيش السوري في دمشق، بعد تهديدها بتكثيف ضرباتها ضد القوات الحكومية إذا لم تنسحب من مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية، وذلك بعد ثلاثة أيام من أعمال عنف خلفت أكثر من 300 قتيل.

وأوضح روبيو أنه تشاور مع مختلف الأطراف هاتفياً، دون أن يحددهم.

وأضاف: "نحن قلقون للغاية بالنسبة إلى هذا الموضوع (...) آمل أن نتلقى أخبارا في وقت لاحق"، مؤكداً التوصل إلى "وقف لإطلاق النار" الثلاثاء، لكنه "خرق" بعد وقت قصير.

وفي وقت سابق، دعا الموفد الأميركي توم براك جميع الأطراف إلى البدء بحوار من أجل وقف لإطلاق النار في سوريا.

من جانبها، اعتبرت سوريا، الأربعاء، الغارات الإسرائيلية على البلاد خرقاً فاضحاً لميثاق الأمم المتحدة وللقانون الدولي الإنساني، ودعت مجلس الأمن للتدخل العاجل لوضع حد لتلك الانتهاكات.

جاء ذلك وفق بيان للخارجية السورية، تعقيباً على غارات إسرائيلية استهدفت اليوم 4 محافظات جنوبي سوريا، وهي دمشق وريف دمشق والسويداء ودرعا.

وقالت سوريا إنها "تدين بأشد العبارات" هذه الغارات التي وصفتها بـ"العدوان الغادر".

ولفتت إلى أن الغارات الإسرائيلية "طالت مؤسسات حكومية ومنشآت مدنية في كل من العاصمة دمشق ومحافظة السويداء، ما أسفر عن ارتقاء عدد من الشهداء الأبرياء، وسقوط عشرات الجرحى من المدنيين بينهم نساء وأطفال، وإلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية والمرافق العامة".

واعتبرت أن "هذا الاعتداء السافر، الذي يأتي في سياق سياسة ممنهجة ينتهجها الكيان الإسرائيلي لإشعال التوتر وخلق الفوضى، وتقويض الأمن والأمان في سوريا، يمثل خرقا فاضحا لميثاق الأمم المتحدة وللقانون الدولي الإنساني".

وحملت سوريا "إسرائيل المسؤولية الكاملة عن هذا التصعيد الخطير وتداعياته"، مؤكدة أنها "تحتفظ بكامل حقوقها المشروعة في الدفاع عن أرضها وشعبها بكل الوسائل التي يكفلها القانون الدولي".

ودعت "المجتمع الدولي، وفي مقدمته مجلس الأمن، إلى تحمل مسؤوليته واتخاذ إجراءات عاجلة وملموسة لوضع حد للعدوان الإسرائيلي المتكرر على أراضي دولة ذات سيادة وعضو في الأمم المتحدة".

وفي وقت سابق اليوم، شنت مقاتلات إسرائيلية غارات على العاصمة دمشق ومحافظات ريف دمشق والسويداء ودرعا، بينها غارة على محيط القصر الرئاسي بدمشق، وأخرى استهدفت مبنى هيئة الأركان العامة في دمشق، وثالثة على أوتستراد درعا الدولي.

ووفق حصيلة غير نهائية لوزارة الصحة السورية أسفرت الغارات على دمشق عن مقتل 3 أشخاص وإصابة 28 آخرين.

فيما لم تتوفر أرقام رسمية بشأن حصيلة الضحايا في بقية الغارات.

وتنفذ إسرائيل منذ أشهر عدوانا عسكريا متكررا على سوريا، رغبة في جعل جنوب البلد العربي "منزوع السلاح"، مع زعم بـ"حماية الدروز" في سوريا.

والاثنين، دخلت قوات من الجيش السوري السويداء، بعد أن اندلعت مواجهات بأسلحة متوسطة وثقيلة بين مجموعات مسلحة درزية وأخرى بدوية في السويداء، جراء قيام الطرفين بمصادرة مركبات بشكل متبادل، وفق مصادر محلية للأناضول.

وبعد سقوط نظام بشار الأسد أواخر عام 2024، بدأت قوات الأمن العام التابعة للحكومة الجديدة دخول محافظات البلاد، لكن رتلا تابعا لها آثر عدم دخول السويداء آنذاك وعاد إلى دمشق حقنا للدماء، بسبب رفض حكمت الهجري، أحد مشايخ العقل بالمحافظة.

وفي ظل ذلك، تولت عناصر من أبناء المحافظة مهمة تأمينها، لكنها لم تتمكن من ذلك ما دفع قوات الجيش ووزارة الداخلية إلى التدخل لإنهاء الانفلات.

مشاركة المقال: