الجمعة, 26 سبتمبر 2025 10:43 PM

تصريحات توم باراك تثير الجدل: هل تعكس رؤية واشنطن استعلاءً تجاه الشرق الأوسط؟

تصريحات توم باراك تثير الجدل: هل تعكس رؤية واشنطن استعلاءً تجاه الشرق الأوسط؟

أثارت تصريحات أدلى بها توم باراك، مسؤول أمريكي، موجة من التساؤلات حول نظرة واشنطن إلى منطقة الشرق الأوسط. فقد صرح باراك للصحافيين يوم الجمعة قائلاً: "لا يوجد شرق أوسط، وإنما قبائل وقرى ودول قومية أنشأها سايكس بيكو.. أعتقد أنه وهم أن نرى 27 دولة مختلقة فيها 110 مجموعة إثنية تتفق على مفهوم سياسي".

تعيد هذه التصريحات إلى الأذهان ما قاله باراك في بيروت عقب لقائه الرئيس جوزيف عون، حيث وصف الصحافيين بـ"السلوك الحيواني" بسبب محاولاتهم الحصول على تصريحات منه ومن المبعوثة الأمريكية مورغان أورتاغوس، مهددًا بإنهاء المؤتمر إذا استمر "الوضع الفوضوي". واعتبرت تصريحاته حينها إهانة مباشرة للصحافيين ومساسًا بكرامتهم، حيث طالبهم بـ"التصرف المتحضر، واللطف والتسامح".

أثارت هذه التصريحات تساؤلات حول ما إذا كانت تعكس مقاربة استعلائية تبسيطية للشرق الأوسط من قبل باراك والإدارة الأمريكية، أو أنها مجرد زلة لسان تكشف ذهنية أعمق ترى في المنطقة مجرد خرائط ومجموعات متفرقة.

وفي هذا السياق، علق الصحافي اللبناني المتخصص في الشؤون العربية والإقليمية، أمين قمورية، على كلام باراك قائلاً: "هذا الرجل ليس ديبلوماسيًا ولا سياسيًا، بل هو رفيق لترامب ورفاقه رجال أعمال أكثر مما هم سياسيون... واضح أن هناك مشكلة في تصريحاته". وأضاف قمورية أن كلام باراك يجسد بوضوح الرؤية الأمريكية للمنطقة، حيث يعتبرون شعوبها مجرد "سكان" يعيشون على هذه الأرض بلا روابط مشتركة، وأن المنطقة تُعامل كعقارات جغرافية لا يربطها تاريخ أو ثقافة أو هوية مشتركة.

ويرى قمورية أن هناك اتفاقًا أمريكيًا إسرائيليًا على وجوب إنهاء حماس في فلسطين وحزب الله في لبنان، وأن الدولة اللبنانية أُعطيت فرصة للقيام بهذه المهمة، وإلا سيُترك الأمر لإسرائيل لتقرر ما تراه مناسبًا. وأوضح أن مصطلح "الشرق الأوسط" نفسه يُعرّف وفق ما يناسب مصالحهم.

وبحسب قمورية، فإن خطاب باراك ينطوي على تهديد مبطن بأن الشرق الأوسط والعالم العربي ليسوا دولًا، بل خرائط مرسومة يمكن إعادة تقسيمها ساعة يشاؤون. ويرى أن إسرائيل مستمرة بخططها لإقامة شرق أوسط جديد، وأن المنطقة حيوية بالنسبة لهم بسبب النفط والغاز، وأنه من المهم ألا تُترك للصين لتملأ الفراغ.

وعن كيفية تعامل لبنان مع هذه الرسائل، يرى قمورية أن ميزان القوى مختل بشكل كبير لصالح أمريكا وإسرائيل، وأن المطلوب هو اتفاق داخلي ورؤية مشتركة لمواجهة هذه المخاطر.

(EURONEWS)

مشاركة المقال: