السبت, 15 نوفمبر 2025 12:49 PM

بن سلمان في واشنطن: زيارة حاسمة لضمانات أمنية أمريكية وملفات إقليمية

بن سلمان في واشنطن: زيارة حاسمة لضمانات أمنية أمريكية وملفات إقليمية

يزور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان واشنطن اعتباراً من يوم الاثنين في أول زيارة له منذ سبع سنوات، حيث يسعى للحصول على ضمانات أمنية أمريكية. في المقابل، من المتوقع أن يحثه الرئيس الأميركي دونالد ترامب على تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

على الرغم من ذلك، من غير المرجح أن توافق المملكة العربية السعودية على التطبيع في الوقت الحالي. يضع الأمير محمد بن سلمان أولوية قصوى تتمثل في الحصول على ضمانات أمنية أمريكية أكثر قوة، خاصة بعد الضربات الإسرائيلية في أيلول/سبتمبر على قطر، الحليف القوي للولايات المتحدة، والتي أثارت قلقاً في منطقة الخليج.

وكتب عزيز الغشيان من معهد دول الخليج العربية، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن: "بالنسبة للسعوديين، يبدو أن هدف هذه الرحلة... ثلاثي: تعزيز التعاون الأمني والدفاعي وتوطيده وتسهيله".

تربط الأمير محمد بن سلمان علاقة صداقة بترامب، وقد تعززت هذه العلاقة بعد الاستقبال الحافل الذي حظي به الرئيس الأميركي خلال زيارته للمملكة في أيار/مايو، والتي أسفرت عن تعهدات باستثمارات بقيمة 600 مليار دولار.

تستغرق الزيارة ثلاثة أيام، وتبدأ يوم الاثنين، وسيلتقي خلالها ولي العهد السعودي ترامب يوم الثلاثاء، وفقاً لمصدر مقرب من الحكومة لوكالة "فرانس برس". المعلومات حول الزيارة عادة ما تكون محدودة قبل الزيارات الخارجية للعاهل السعودي.

سيُعقد منتدى استثماري أميركي سعودي في واشنطن خلال زيارة ولي العهد، وسيركز على الطاقة والذكاء الاصطناعي، وفقاً لموقع الحدث الإلكتروني.

وقبل الزيارة، حضّ ترامب صراحة المملكة العربية السعودية، القوة المؤثرة في الشرق الأوسط، على تطبيع علاقاتها مع إسرائيل من خلال الانضمام إلى اتفاقيات ابراهام. وقال ترامب في منتدى أعمال في ميامي: "هناك الكثير من الأشخاص الذين ينضمون إلى اتفاقيات إبراهام، ونأمل أن نحظى بموافقة المملكة العربية السعودية قريباً جداً".

يذكر أن الخطوات الأولية نحو تطبيع العلاقات قد عُلقت مقابل ضمانات في مجالي الأمن والطاقة عقب هجوم "حماس" على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 وما أعقبه من حرب إسرائيلية مدمرة في غزة.

لا تبدو الرياض مستعدة حالياً للمضي قدماً في هذا المسار، لا سيما أنها تقود مسعى دولياً لإقامة دولة فلسطينية، وهو شرطها المعلن لتطبيع العلاقات. وأكّدت رئيسة فريق التفاوض بوزارة الخارجية السعودية منال رضوان هذا الشهر في حوار المنامة بالبحرين أنّ "الدولة الفلسطينية شرط أساسي للتكامل الإقليمي". وأضافت: "قلنا ذلك مراراً لكن لا أعتقد أن ذلك فُهم بالكامل لأننا نتلقى هذا السؤال باستمرار".

بدلاً من ذلك، سيسعى ولي العهد السعودي إلى الحصول على ضمانات أمنية أمريكية أفضل. وقد حصلت الدوحة على أمر تنفيذي وقّعه ترامب تعهد فيه بالدفاع عن قطر ضد أي هجمات بعد الهجوم الإسرائيلي على الدوحة، وهي صفقة يقول الخبراء إنّ "دول الخليج الأخرى حريصة على انتزاعها".

إلى جانب أنظمة الدفاع الجوي والصاروخي المتطورة، أفادت تقارير بأنّ الرياض تسعى لشراء طائرات مقاتلة من طراز "اف 35″، وهي مقاتلات تملكها إسرائيل وحدها في الشرق الأوسط. وقال خبراء إنّ "السعودية ستسعى جاهدة أيضاً للحصول على رقاقات عالية التقنية تحتاجها لدعم طموحاتها في مجال الذكاء الاصطناعي".

مع شروعها في مشاريع سياحية وترفيهية طموحة لتنويع اقتصادها المعتمد بشكل رئيسي على النفط، سعت الرياض إلى تهدئة التوترات الإقليمية، بما في ذلك مع إيران، خصمها اللدود سابقاً. وأكّدت رضوان أنّ المملكة ستواصل عرض "مساعيها الحميدة" بشأن إيران، مضيفة أنّ "المفاوضات المباشرة بين إيران والولايات المتحدة ضرورية لحل الملف النووي".

وأوضح الخبير الأمني في كلية "كينغز كوليدج لندن" أندرياس كريغ لوكالة "فرانس برس"، أنّ "المسألة المطروحة هي ما إذا كان ولي العهد قادراً على إضفاء الطابع الرسمي على إطار عمل أميركي سعودي دائم يوفر ردعاً موثوقاً ضد إيران ويدعم رؤية 2030″، في إشارة إلى خطة التنويع الاقتصادي الطموحة للمملكة الغنية بالنفط.

في المقابل، "ستضغط واشنطن من أجل تشديد القيود على الروابط الحساسة مع الصين، ولتحرك ملموس مرتبط بمسار محتمل مع إسرائيل، وأفق سياسي معقول للفلسطينيين"، وفق كريغ.

في أيار/مايو، مع بداية أول جولة خارجية لترامب منذ عودته إلى منصبه، برز بوضوح الود المتبادل بين الأمير محمد بن سلمان ودونالد ترامب، إذ أثنى الرئيس الأميركي بشدة على مضيفه.

وقد أثمر هذا التقارب نتائج ملموسة، لا سيّما في ما يتعلق بسوريا التي أُطيح برئيسها الذي حكم البلاد لفترة طويلة في كانون الأول/ديسمبر الماضي بعد 14 عاماً من الحرب الأهلية. صرح ترامب أن الأمير هو من أقنعه برفع العقوبات عن سوريا بعد سقوط بشار الأسد، وبعقد لقاء في الرياض مع أحمد الشرع. بعد ستة أشهر، استقبل ترامب الرئيس السوري أحمد الشرع في البيت الأبيض.

مشاركة المقال: