الأحد, 14 سبتمبر 2025 07:50 PM

تصعيد التوغلات الإسرائيلية في سوريا: تحركات على الأرض ومفاوضات معلقة

تصعيد التوغلات الإسرائيلية في سوريا: تحركات على الأرض ومفاوضات معلقة

أفادت وسائل إعلام سورية بتوغلات جديدة لقوات الاحتلال الإسرائيلي في جنوب سوريا، بينما كشف تقرير صحفي عبري عن توسع العمليات الإسرائيلية داخل الأراضي السورية ووصولها إلى مناطق لم تبلغها من قبل.

وذكرت الإخبارية السورية أن قوات الاحتلال توغلت فجر اليوم الأحد في قريتين بريف درعا الغربي، حيث تمركزت 12 آلية عسكرية وسط بلدة صيصون، وانتشرت 6 آليات أخرى في سرية جملة على حافة وادي اليرموك، ونفذت عمليات تفتيش دون ورود معلومات عن اعتقالات.

يأتي هذا في وقت تجري فيه مفاوضات بين سوريا والاحتلال الإسرائيلي حول "اتفاق أمني للعودة إلى اتفاق 1974 أو شيء يشبهه"، حسبما صرح الرئيس السوري أحمد الشرع يوم الجمعة الفائت، موضحًا أن "هذا التفاوض لم ينته بعد".

وفي سياق متصل، وصف العقيد السوري إسماعيل أيوب المشهد العسكري في المنطقة بأنه "معقد"، مشيرًا إلى أن موقف دول كبرى مثل أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وحتى روسيا "خجول"، بل إن هناك "شبه ضوء أخضر من الدول الغربية لإسرائيل". وأضاف أن إسرائيل تستغل الأوضاع لعدم وجود جيش قادر على مقاومة هذا التوغل، محذرًا من أن استمرار التوغلات الإسرائيلية قد يخلق "بؤرة توتر جديدة" في جنوب سوريا، ويدفع الشعب السوري لخلق مقاومة جديدة.

وأشار الشرع إلى رغبته في العودة للمفاوضات، مؤكدًا التزام سوريا باتفاق 1974 ومراسلتها الأمم المتحدة لعودة قوات الأندوف إلى ما كانت عليه. وأضاف أن إسرائيل بدأت تقصف بعض الأماكن المدنية والعسكرية، وهو أمر غير مبرر.

وبحسب أحرونوت، "تفاجأ الجيش الإسرائيلي" بالوضع على الحدود، ودخل الأراضي السورية على عمق 38 كيلومترًا، وسيطر على قاعدتين عسكريتين تابعتين لجيش النظام، في عملية أطلق عليها "الأخضر الأبيض" وشارك فيها مئات من جنود الاحتياط التابعين للفرقة 210.

وذكرت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي استولى على نحو 3.5 طن من الأسلحة والذخائر، بينها صواريخ مضادة للدروع وقذائف هاون وصواريخ قصيرة المدى، إضافة إلى دبابات وشاحنات عسكرية قديمة، كما استولى على شريط من الأراضي السورية بعرض 10 كيلومترات تقريبا على طول الجولان وصولا إلى منطقة المثلث الحدودي في "حمات غدير".

وحول ما إذا كانت تلك التحركات تمهيدًا لاحتلال جديد، قال العقيد أيوب إن طبيعتها ما تزال غير واضحة، ولكن يُخشى من أن تفضي لاحتلال جديد للجنوب السوري، مشيرًا إلى الأطماع التوسعية لإسرائيل وخرقها لاتفاقية هدنة عام 1974.

وفيما أكدت الحكومة السورية أنها ليست بصدد المواجهة مع إسرائيل أو أية جهة خارجية، فقد دعت مجلس الأمن والمجتمع الدولي لحل "مشكلة" التوغل الإسرائيلي جنوبي البلاد.

ومع دخول قوات الاحتلال لعدة مناطق بالقنيطرة وريف درعا، بل ريف دمشق أيضا، وانسحابها منها بشكل متكرر، باتت خريطة السيطرة العسكرية هناك غير واضحة. وبشأن ذلك قال أيوب إن خرائط الانتشار الإسرائيلي حاليا في المنطقة غير معروفة، حيث "خرقوا شرق خط الهدنة بشكل كامل وهناك توغلات في المنطقة الجنوبية وأيضا في منطقة جباتا الخشب، في القطاع الشمالي والقطاع الأوسط وحتى في القطاع الجنوبي".

وبحسب الصحيفة الإسرائيلية فقد أقام جيش الاحتلال أمس، على طول الشريط الذي سيطر عليه 8 مواقع عسكرية بمساحات مختلفة، في عملية استغرقت 14 ساعة، وشهدت لأول مرة منذ حرب 1973 دخول وحدات مدفعية إسرائيلية إلى داخل سوريا لتأمين القوات المشاركة.

ووفق "مصادر عسكرية" فإن السيطرة تمنح الاحتلال الإسرائيلي ميزة إستراتيجية في مراقبة طريق دمشق – بيروت وكشف طرق تهريب السلاح إلى حزب الله في البقاع اللبناني، باعتبار أن الاستيلاء على جبل الشيخ بات أولوية قصوى، لما يتيحه من إمكانية مراقبة الجولان من الجانبين.

وقال "مسؤولون عسكريون" للصحيفة إن جيش الاحتلال الإسرائيلي سيُبقي سيطرته على تلك النقاط، لأنها تكشف مواقع عسكرية إسرائيلية مهمة.

وكان الشرع قد أكد أن بعض السياسات الإسرائيلية تدل على أنها حزنت على سقوط النظام البائد، حيث "كانت تريد من سوريا أن تكون دولة صراع مع دولة إقليمية وميداناً للصراع المستمر وتصفية الحسابات، وكان لديها مخطط لتقسيمها".

مشاركة المقال: