في تصعيد مفاجئ، شنت طائرات حربية وغواصات أمريكية هجومًا على ثلاثة مواقع نووية رئيسية في إيران فجر اليوم، الأحد 22 من حزيران. وأعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عبر حسابه في منصة “إكس“، أن الهجوم استهدف مواقع “فوردو” و”نطنز” و”أصفهان”، مؤكدًا تدمير قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم ووقف ما وصفه بالتهديد النووي الذي تشكله الدولة الراعية للإرهاب.
وفي خطاب متلفز من البيت الأبيض، حذر ترامب من المزيد من الضربات، مطالبًا إيران بتحقيق السلام وإلا ستواجه هجمات أشد. وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن الغارات استهدفت مركزين رئيسيين لتخصيب اليورانيوم في إيران، هما منشأة “فوردو” ومحطة تخصيب “نطنز”، بالإضافة إلى موقع ثالث قرب مدينة “أصفهان”.
من جهته، قلل المستشار الاستراتيجي لرئيس البرلمان الإيراني، مهدي محمدي، من الأضرار، مؤكدًا إخلاء المواقع النووية مسبقًا وعدم تعرضها لأضرار كبيرة. وبالمثل، أكد نائب رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيراني للشؤون السياسية أن المواقع المستهدفة لا تحتوي على مواد قد تسبب أي تسرب إشعاعي. وأشار النائب عن مدينة قم في مجلس الشورى الإسلامي، محمد منان رئيسي، إلى أن الأضرار في منشآت “فوردو” النووية سطحية وقابلة للإصلاح.
في المقابل، صرح وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، عبر “إكس“، بأن الهجوم الأمريكي يمثل انتهاكًا صارخًا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي ومعاهدة منع الانتشار النووي (NPT)، محذرًا من عواقب “وخيمة”. وأكد أن إيران تحتفظ بحق الرد المشروع للدفاع عن سيادتها ومصالحها وشعبها.
في المقابل، رحب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بالضربات الأمريكية، معتبرًا قرار ترامب “الجريء” سيغير مجرى التاريخ ويحرم إيران من أخطر الأسلحة.
وردًا على الهجوم الأمريكي، شنت إيران هجومًا صاروخيًا واسعًا على إسرائيل، ضمن عملية “وعد صادق 3″، مستهدفة مطارات بن غوريون، ومركز الأبحاث البيولوجية الإسرائيلي، وقواعد دعم النظام ومراكز القيادة والسيطرة المتنوعة، وفق وكالة “مهر” الإيرانية. وأفادت القناة “13” الإسرائيلية بإطلاق نحو 30 صاروخًا باتجاه الوسط والشمال، مع وقوع إصابات مباشرة في نيس زيونا وحيفا وتل أبيب وأضرار جسيمة. وأعلن الجيش الإسرائيلي عن بدء موجة هجمات جوية غربي إيران. وذكرت وكالة “تسنيم” الإيرانية أن الدفاعات الجوية أسقطت طائرة مسيّرة إسرائيلية فوق مدينة قم.
أدان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، استخدام الولايات المتحدة للقوة ضد إيران، واصفًا إياه بـ “تصعيد خطير” وتهديد مباشر للسلم والأمن الدوليين، محذرًا من خروج الصراع عن نطاق السيطرة. ودعا الدول الأعضاء إلى خفض التصعيد والالتزام بميثاق الأمم المتحدة.
وكان مسؤولون أمريكيون قد ذكروا لوكالة “أكسيوس” الأمريكية في 17 من حزيران، أن الرئيس ترامب يفكر جديًا في الانضمام إلى الحرب الإسرائيلية الإيرانية وشن ضربة ضد المنشآت النووية الإيرانية. وأكد ترامب أنه لا يرغب في “وقف إطلاق النار” بل في “نهاية حقيقية” للحرب والبرنامج النووي الإيراني.
يذكر أن الهجوم الإسرائيلي- الإيراني يدخل يومه العاشر، حيث أطلقت إسرائيل عملية “الأسد الصاعد” ضد البرنامج النووي الإيراني في 13 من حزيران، وردت إيران بمهاجمة أهداف في إسرائيل بالصواريخ.
