الثلاثاء, 16 سبتمبر 2025 09:12 PM

تصعيد في غزة: الجيش الإسرائيلي يوسع هجومه البري والأمم المتحدة تحذر من "مذبحة"

تصعيد في غزة: الجيش الإسرائيلي يوسع هجومه البري والأمم المتحدة تحذر من "مذبحة"

أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر منصة “إكس”، عن توسيع المناورة البرية باتجاه مدينة غزة. وأوضح في منشوره أن قوات الجيش النظامية والاحتياطية من الفرق 98، 162، و36 بدأت عملية برية واسعة في أنحاء مدينة غزة في إطار عملية “عربات جدعون2”. بالتزامن مع ذلك، تعمل قوات الفرقة 143 في منطقة التأمين مقابل بلدات النقب الغربي، وتنفذ عمليات هجومية في منطقتي رفح وخان يونس، بينما تتحرك قوات الفرقة 99 في شمال القطاع.

من جهته، دعا فولكر تورك، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، إسرائيل إلى الوقف الفوري لهجومها البري على مدينة غزة، محذراً من تزايد الأدلة على ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. وأضاف في تصريحات صحفية في جنيف: “لا يسعني إلا أن أفكر في ما يعنيه ذلك بالنسبة للنساء، والأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، والأشخاص ذوي الإعاقة، إذا ما تعرضوا للهجوم مرة أخرى بهذه الطريقة. وعلي أن أقول إن الرد الوحيد على ذلك هو: أوقفوا المذبحة”.

وفي سياق متصل، اعتبرت مسؤولة في منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أن توقع مغادرة مئات الآلاف من الأطفال مدينة غزة أمر “غير إنساني”، مشيرة إلى أن المخيمات الواقعة في الجنوب غير آمنة ومكتظة وغير مجهزة لاستقبالهم. وقالت تيس إنغرام، المتحدثة باسم اليونيسف، في اتصال عبر الفيديو من مخيم المواصي: “من غير الإنساني أن نتوقع من قرابة نصف مليون طفل، تعرضوا لعنف وصدمات نفسية على مدى أكثر من 700 يوم من الصراع المتواصل، أن يفروا من جحيم لينتهي بهم المطاف في جحيم آخر”.

أفاد فلسطينيون لـ”رويترز” بأن الأوضاع في غاية السوء، لدرجة أن بعض الأشخاص الذين فروا من الهجوم الإسرائيلي الجديد على مدينة غزة يتجهون عائدين نحو القنابل المتساقطة. وأضافت إنغرام: “ليس أمام الناس خيار جيد حقاً، إما البقاء في الخطر أو الفرار إلى مكان يعلمون أيضا أنه خطر”، مشيرة إلى مقتل بعض الأطفال في مخيم المواصي أثناء جلبهم للمياه.

من جهة أخرى، اعتبر الاتحاد الأوروبي أن توسيع العملية الإسرائيلية في مدينة غزة سيسبب “مزيداً من الدمار والموت والنزوح”، بحسب المتحدث باسم المفوضية الأوروبية في بروكسل، أنور العوني. وأكد أن التكتل الأوروبي “لم يكف عن حضّ إسرائيل على عدم تكثيف عمليتها في مدينة غزة (…) وأشرنا بشكل واضح إلى أن هذا من شأنه أن يفاقم الوضع الإنساني الكارثي ويعرض حياة الرهائن للخطر”.

كما دانت وزيرة الخارجية البريطانية، إيفيت كوبر، توسيع إسرائيل لعمليتها البرية في مدينة غزة، واصفة الخطوة بـ”المتهورة والمروعة”، ودعت إلى وقف فوري لإطلاق النار. وقالت عبر منصة “إكس”: “لن يؤدي الأمر إلا إلى المزيد من سفك الدماء وقتل المزيد من المدنيين الأبرياء وتعريض من تبقى من الرهائن إلى الخطر”.

في غضون ذلك، أعلن مسؤول عسكري إسرائيلي أن الجيش بدأ العملية “الأساسية” ضمن هجومه للسيطرة على مدينة غزة، موسعاً تقدمه براً نحو وسطها. يأتي ذلك غداة إعلان وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، دعماً كاملاً لإسرائيل لتحقيق أهدافها في قطاع غزة.

واتهمت لجنة تحقيق دولية مستقلة مكلفة من الأمم المتحدة إسرائيل بارتكاب “إبادة جماعية” في قطاع غزة خلال الحرب التي بدأت عقب هجوم “حماس” على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023. وأفاد شهود عيان وكالة “فرانس برس” بتعرض مدينة غزة لقصف إسرائيلي عنيف ومكثف.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إن مدينة غزة “تحترق”، مشيراً إلى أن الجيش “يضرب البنى التحتية للإرهاب بقبضة من حديد، ويقاتل الجنود بشجاعة لتهيئة الظروف أمام إطلاق سراح الرهائن وهزيمة حماس. لن نتوقف ولن نتراجع حتى ننجز مهمتنا”.

من جهته، قال أحمد غزال، أحد سكان مدينة غزة، إن هناك قصفاً كثيفاً بشكل كبير على المدينة لم يهدأ، والخطر يزداد. وأضاف محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، أن القصف ما زال مستمراً بشكل كثيف على مدينة غزة، وأعداد الشهداء والإصابات في ازدياد.

وخلصت لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بالأرض الفلسطينية المحتلة إلى أن إسرائيل ترتكب “إبادة جماعية” هدفها “القضاء على الفلسطينيين”. ورفضت الخارجية الإسرائيلية “رفضاً قاطعاً هذا التقرير المشوه والخاطئ”، داعية إلى “حل لجنة التحقيق هذه فوراً”.

وفي جنيف، قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، إن الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف قادة من حماس في قطر يهدد السلام والاستقرار الإقليميين، وحض على “المحاسبة عن عمليات القتل خارج نطاق القانون”.

وفي الدوحة، دعت قمة عربية-إسلامية طارئة عُقدت للبحث في الهجوم الإسرائيلي على قطر إلى “مراجعة العلاقات الديبلوماسية والاقتصادية” مع إسرائيل، مطالبة في بيانها الختامي “جميع الدول باتخاذ كافة التدابير القانونية (…) لمنع إسرائيل من مواصلة أعمالها ضد الشعب الفلسطيني”.

وأسفر هجوم حماس عن مقتل 1219 شخصاً في إسرائيل، فيما أودت الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة بحياة ما لا يقل عن 64905 أشخاص.

مشاركة المقال: