الخميس, 18 سبتمبر 2025 05:01 PM

تغييرات مفاجئة في البعثة الأمريكية إلى سوريا وسط ضغوط على قوات سوريا الديمقراطية

تغييرات مفاجئة في البعثة الأمريكية إلى سوريا وسط ضغوط على قوات سوريا الديمقراطية

أعفت الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرًا عددًا من كبار دبلوماسييها العاملين في الملف السوري، وذلك بالتزامن مع تحركات دبلوماسية تهدف إلى دمج "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في مؤسسات الدولة السورية.

ونقلت وكالة "رويترز" اليوم، الخميس 18 من أيلول، عن خمسة مصادر مطلعة قولها إن التغييرات جاءت بشكل "مفاجئ وغير طوعي" في نهاية الأسبوع الماضي، واستهدفت دبلوماسيين في "المنصة الإقليمية الخاصة بسوريا" (SRP)، وهي البعثة الأمريكية الفعلية إلى سوريا، التي تتخذ من القنصلية الأمريكية في اسطنبول مقرًا لها وتعمل أيضًا من مواقع أخرى في المنطقة.

وبحسب "رويترز"، فإن المسؤولين الذين شملتهم الإعفاءات كانوا جميعًا يعملون تحت إشراف المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توماس براك. وأشار مصدر دبلوماسي غربي إلى أن هذه الخطوة ارتبطت جزئيًا بـ"تباين في وجهات النظر" بين بعض الموظفين وبراك حول ملف العلاقة بين "قسد" والرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع.

ولم تعلق وزارة الخارجية الأمريكية على هذه النقطة، فيما لم يتسنّ لـ"رويترز" التواصل مع براك، الذي يشغل أيضًا منصب سفير واشنطن في تركيا. بالمقابل، أوضح مصدر دبلوماسي أمريكي لـ"رويترز" أن "عددًا محدودًا" من الموظفين أُبلغوا بانتهاء مهامهم ضمن ما وصفه بعملية "إعادة تنظيم للفريق"، مؤكدًا أن القرار "لا يعكس خلافات سياسية" بين الموظفين وبراك أو البيت الأبيض، ولن يؤثر على السياسة الأمريكية تجاه سوريا.

ضغط على “قسد”

تأتي التحركات الأمريكية بينما يواصل براك الضغط على "قسد" لتسريع المضي في اتفاق 10 آذار الماضي مع الرئيس الشرع، الذي يقضي بوضع المناطق الخاضعة لسيطرتها تحت سلطة الدولة، ودمج قواتها في الأجهزة الأمنية الوطنية، بحسب "رويترز". وما زال بعض قيادات "قسد" يبدون تحفظات على هذا المسار، خاصة بعد أحداث الساحل والسويداء التي شهدتها سوريا خلال العام الحالي.

وبالرغم من دعمها الأمريكي السابق في الحرب ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" خلال فترة حكم رئيس النظام المخلوع، بشار الأسد، فإن "قسد" ترفض الاستسلام للضغوط الأمريكية للاندماج في القوات السورية، وتتمسك بخيار حكم أقل مركزية في مرحلة ما بعد الأسد، يتيح لها الحفاظ على درجة من الحكم الذاتي اكتسبته خلال سنوات الحرب.

وفي 11 من تموز الماضي، قال براك إن "قسد"، مشتقة من حزب "العمال الكردستاني"، مؤكدًا أن واشنطن لا تدعم إنشاء دولة منفصلة لـ"قسد" أو ما يسمى "كردستان الحرة" في سوريا. وأشار براك خلال تصريحات أدلى بها في نيويورك لمجموعة من الصحفيين نقلتها وزارة الخارجية الأمريكية إلى أن هناك تعاطفًا في أوساط من الكونجرس الأمريكي حيال "قسد"، وأن الولايات المتحدة تسعى إلى دمج هذا الكيان ضمن الحكومة السورية.

وأوضح المبعوث أن الدعم الأمريكي لـ "قسد" لا يعني أن هناك مؤشرًا على إقامة "كردستان حرة" في سوريا، ولا يعني إقامة دولة "قسد" منفصلة، أو دولة "علوية" أو "درزية" مستقلة، الجميع سيكون ضمن هيكل سوريا، والتي سيصبح لها دستورها وبرلمانها الخاص.

ما اتفاق 10 آذار

عقد الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، لقاء مع قائد "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، في 10 من آذار الماضي، توصل الطرفان خلاله لاتفاق ينص على دمج "قسد" في مؤسسات الدولة السورية. وجرى الاتفاق على ضمان حقوق جميع السوريين في التمثيل والمشاركة في العملية السياسية وكافة مؤسسات الدولة بناء على الكفاءة بغض النظر عن خلفياتهم الدينية والعرقية.

بحسب بنود الاتفاق، فالمجتمع الكردي مجتمع أصيل في الدولة السورية، وتضمن الدولة حقه في المواطنة وحقوقه الدستورية. وتم الاتفاق على وقف إطلاق النار على جميع الأراضي السورية، ودمج المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرقي سوريا ضمن إدارة الدولة السورية، بما فيها المعابر الحدودية وحقول النفط والغاز.

واتفق الرئيس السوري مع قائد "قسد" على ضمان عودة جميع المهجرين السوريين إلى بلداتهم وقراهم وتأمين حمايتهم من الدولة السورية، بالإضافة إلى دعم الدولة السورية في مكافحتها لفلول النظام وكافة التهديدات التي تهدد أمنها ووحدتها.

ووفق نص الاتفاق الذي جاء في ثمانية بنود، نشرتها "رئاسة الجمهورية العربية السورية" عبر معرفاتها، تم الاتفاق على رفض دعوات التقسيم وخطاب الكراهية ومحاولات بث الفتنة بين كافة مكونات المجتمع السوري.

مشاركة المقال: