كشف محمود فضيلة، المدير العام للشركة العامة لصناعة وتسويق الإسمنت ومواد البناء "عمران"، عن تفاصيل عقد الاستثمار الذي أبرمته الشركة مؤخرًا مع مجموعة "كيو بي زد" الإماراتية. يهدف العقد إلى استثمار مطاحن معمل إسمنت طرطوس، وذلك بعد فوز المجموعة الإماراتية بالعطاء النهائي للمشروع.
وفي تصريح لمراسل سانا، أوضح فضيلة أن المشروع سيتم تنفيذه بنظام "B.O.T" لمدة عشر سنوات، ويعتبر الأول من نوعه على مستوى سورية في مجال طحن الإسمنت فقط. وأرجع ذلك إلى حالة المعمل المتهالكة والتحديات البيئية المتعلقة بإنتاج مادة الكلنكر، بالإضافة إلى النقص في المواد الأولية، مما يجعل استيراد هذه المادة خيارًا منطقيًا ومجديًا اقتصاديًا. وأشار إلى أن الموقع الاستراتيجي للمعمل، لقربه من الميناء وخط السكة الحديدية، يمثل عاملاً مساعداً في تنفيذ المشروع بكفاءة عالية.
وأشار فضيلة إلى أن شركة "عمران" كانت قد أعلنت في شهر تموز الماضي عن مناقصة داخلية وخارجية لاستثمار أربع مطاحن ضمن معمل إسمنت طرطوس، بطاقة إنتاجية تصل إلى 8000 طن يومياً. وقد تقدمت نحو 20 شركة محلية وإقليمية للمناقصة، وفازت بها المجموعة الإماراتية في نهاية المطاف.
وشدد مدير شركة "عمران" على أن هذا الاستثمار يأتي في إطار سعي الدولة للاستفادة من الأصول المعطلة وتحقيق أفضل مردود منها، بما يخدم المصلحة العامة ويعزز أهداف التنمية في المرحلة المقبلة.
كما أشار فضيلة إلى أن المؤسسة وقعت خلال الفترة الماضية عددًا من مذكرات التفاهم التي تركزت على محور التدريب والتأهيل وتطوير الكوادر البشرية كأولوية أساسية. وأوضح أن أعمال التدريب انطلقت فعليًا في إطار اتفاقية التعاون مع مجموعة إسمنت الشمالية السعودية في مدينة عدرا الصناعية، كما بدأت البرامج التدريبية في معمل إسمنت حماة، ومن المتوقع بدء التعاون قريبًا مع الاتحاد العربي للإسمنت في المجال نفسه.
وكانت شركة "عمران" قد وقعت اتفاقية تعاون مشترك مع مجموعة "الشمالية" لصناعة الإسمنت السعودية، خلال منتدى الاستثمار السوري السعودي الذي عقد في دمشق في الـ 24 من تموز الماضي.
وتُعد صناعة الإسمنت في سوريا من القطاعات الاستراتيجية الجاذبة للاستثمار، نظراً للحاجة الكبيرة إلى هذه المادة في عمليات إعادة الإعمار للمساكن والبنى التحتية.