السبت, 28 يونيو 2025 02:50 PM

تفاصيل عملية «نارنيا» و«الزفاف الأحمر»: كيف تمكن نتنياهو وترامب من خداع إيران بخطة مستوحاة من هوليوود؟

تفاصيل عملية «نارنيا» و«الزفاف الأحمر»: كيف تمكن نتنياهو وترامب من خداع إيران بخطة مستوحاة من هوليوود؟

أخبار سوريا والعالم/ في عملية معقدة، تمكنت إسرائيل، بمساعدة من الولايات المتحدة، من تنفيذ هجوم جريء على إيران، مستخدمةً خططاً وُصفت بأنها أشبه بالخيال الهوليودي. تفاصيل العملية، التي أُطلق عليها اسما «نارنيا» و«الزفاف الأحمر»، كشفت عنها صحيفة «وول ستريت جورنال» في تقرير استند إلى مقابلات مع 18 مسؤولاً أمنياً إسرائيلياً وأميركياً حالياً وسابقاً.

في ليلة 13 يونيو (حزيران)، اجتمع جنرالات إسرائيليون في مقر سلاح الجو لمشاهدة ما أطلقوا عليه «الزفاف الأحمر»، حيث استهدفت الطائرات الإسرائيلية كبار القادة العسكريين الإيرانيين، مما أسفر عن مقتلهم في «مذبحة جماعية» وُصفت بأنها مشابهة لمشهد الزفاف الشهير في مسلسل «غايم أوف ثرونز».

التقرير سلط الضوء على المخاطرة الكبيرة التي أقدمت عليها إسرائيل، وكيف أن الجمع بين المعلومات الاستخباراتية والدقة العسكرية ساهم في نجاح الهجوم، الذي فاجأ العالم. بالإضافة إلى ذلك، تمكنت إسرائيل من اغتيال تسعة من أبرز العلماء النوويين الإيرانيين في منازلهم في طهران، في عملية أُطلق عليها اسم «عملية نارنيا»، تيمناً بسلسلة الروايات الشهيرة.

على الرغم من أن الهجوم الإسرائيلي واجه بعض العقبات في اللحظات الأخيرة، إلا أنه تم تنفيذه بنجاح، وإن كانت هناك تساؤلات حول ما إذا كانت إسرائيل، بمساعدة من ضربة جوية أميركية ضخمة، قد حققت أهدافها الحربية بالكامل. لا تزال هناك تقارير متضاربة حول الأضرار التي لحقت بالمواقع النووية الإيرانية، وما إذا كانت إيران ستتمكن من إعادة بناء ما تم تدميره.

اللواء عوديد باسيوك، رئيس مديرية العمليات العسكرية الإسرائيلية والمهندس الرئيسي للعملية، صرح بأنه كان من الصعب التنبؤ بنجاح الخطة عند البدء في التخطيط لها.

التقرير أشار إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب استلهم من النجاح الإسرائيلي ليأمر بقصف مواقع نووية إيرانية. ومع ذلك، لا تزال إيران قادرة على التعافي وقد تعود أكثر إصراراً على امتلاك سلاح نووي.

تعود أصول العملية إلى منتصف التسعينات، عندما رصدت المخابرات الإسرائيلية محاولات إيرانية لبناء برنامج أسلحة نووية. ومنذ ذلك الحين، عملت إسرائيل على بناء شبكة واسعة من العملاء داخل إيران لتخريب البرنامج النووي واغتيال العلماء.

لتنفيذ الهجوم، كان على الطيارين الإسرائيليين التدرب على الطيران بتشكيلات معقدة والتزود بالوقود جواً عدة مرات. وفي عام 2008، اختبرت إسرائيل قدراتها في اليونان في إطار عملية «إسبرطى». كما استهدفت المتمردين الحوثيين في اليمن ودمرت أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية في سوريا.

خلال حرب غزة، أضعفت إسرائيل «حماس» و«حزب الله»، وأسقطت المعارضة السورية الحكومة السورية، مما سهّل عبور الطائرات الإسرائيلية في المجال الجوي السوري.

التقرير ذكر أن إسرائيل شعرت بإلحاح الموقف بسبب اعتقادها بأن إيران تقترب من صنع قنبلة نووية. لذلك، أطلقت «عملية نارنيا» لتصفية العلماء الإيرانيين الذين يمكن أن يساعدوا في صنع السلاح النووي.

في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، جمعت القيادة العسكرية الإسرائيلية 120 مسؤولاً لتحديد الأهداف، ووضعت قائمة تضم أكثر من 250 هدفاً، بما في ذلك العلماء والمنشآت النووية ومنصات إطلاق الصواريخ والقادة العسكريين.

لضمان التفوق الجوي، قامت إسرائيل بجمع معلومات استخباراتية شاملة عن منظومات الدفاع الجوي الإيرانية، وقام الموساد بتهريب مكونات الطائرات المسيّرة والذخائر إلى داخل إيران.

في 9 يونيو (حزيران)، اتخذ نتنياهو ومستشاروه القرار النهائي بشن الهجوم، وقرروا إخفاء خططهم عن الإيرانيين. أعلن مكتب نتنياهو عن إجازة وعن حفل زفاف ابنه، بينما سرّب مسؤولون إسرائيليون تقارير عن خلاف بين نتنياهو وترمب حول شن الهجوم.

في يوم الهجوم، صرّح ترمب بأن الولايات المتحدة وإيران قريبتان من التوصل إلى اتفاق، وأن الولايات المتحدة ملتزمة بالتوصل إلى حل دبلوماسي للقضية النووية الإيرانية.

الجزء الأساسي من الخطة كان القضاء على قيادة القوات المسلحة الإيرانية دفعة واحدة، وهو ما عُرِف باسم «الزفاف الأحمر». ومع ذلك، تحرك قادة القوات الجوية الإيرانية فجأة، لكنهم اجتمعوا في موقع واحد، مما أدى إلى مقتلهم. وفي الوقت نفسه، قُتل تسعة علماء نوويين إيرانيين في هجمات متزامنة.

خلال الأيام التالية، واصلت المقاتلات الإسرائيلية قصف المواقع الإيرانية إلى أن تم الإعلان عن وقف إطلاق النار.

مشاركة المقال: