الأحد, 20 أبريل 2025 05:10 AM

ثورة في عالم الطيران: هل سيُشغل البراز طائرات المستقبل؟

ثورة في عالم الطيران: هل سيُشغل البراز طائرات المستقبل؟

في سباق محموم نحو تطوير وقود طائرات بديل ومستدام، تتسابق الشركات لتقديم حلول مبتكرة. بعد وقود الطائرات المصنوع من زيت الطهي، تبرز فكرة جريئة: وقود طائرات مُستخلص بالكامل من البراز البشري.

شركة "Firefly Green Fuels" البريطانية، المتخصصة في مجال الطيران، طورت هذه التقنية المبتكرة. وبينما يعتبر وقود الطيران المستدام (SAF) مفهومًا معروفًا، إلا أن استخدام مياه الصرف الصحي، كمصدر وفير ولا يمكن تجاهله، يمثل نقلة نوعية.

مياه الصرف الصحي: كنز مهمل

يرى جيمس هايجيت، الرئيس التنفيذي لشركة "Firefly"، في مياه الصرف الصحي فرصة ثمينة مهملة، موضحًا لـ CNN: "تتوفر كميات هائلة من مياه الصرف الصحي في جميع أنحاء العالم، ولا يوجد استخدام فعال لها حاليًا، مما يجعلها مادة قليلة القيمة".

تعتمد "Firefly" على تقنية التسييل الحراري المائي لتحويل النفايات البشرية إلى وقود قابل للاستخدام. تستخدم هذه العملية، التي تجمع بين الضغط العالي والحرارة، لتحويل مياه الصرف الصحي إلى فحم حيوي غني بالكربون ونفط خام.

نتائج واعدة

على الرغم من أن الإنتاج لا يزال في مراحله المخبرية، إلا أن التحليلات المستقلة تشير إلى نتائج واعدة. فقد أظهرت الدراسات أن المادة الناتجة مطابقة تقريبًا لوقود الطائرات الأحفوري التقليدي، وتتميز ببصمة كربونية أقل بنسبة 90%.

خطط طموحة

تخطط "Firefly" لتوسيع إنتاجها في السنوات القادمة، وتهدف إلى تقديم طلب للحصول على اعتماد الوقود من هيئة "ASTM International" للمعايير. كما تعتزم الشركة بناء منشأة معالجة في المملكة المتحدة بحلول عام 2030، قادرة على إنتاج 40 مليون لتر من وقود الطيران المستدام سنويًا، وهو ما يكفي لتشغيل 800 رحلة جوية بين لندن ونيويورك.

تحديات التمويل والكمية

على الرغم من سهولة الحصول على مياه الصرف الصحي، إلا أن تمويل مرافق المعالجة قد يشكل تحديًا. كما أن كمية مياه الصرف الصحي المتاحة محدودة، حيث يمكن أن تلبي 5% فقط من حاجة المملكة المتحدة لوقود الطائرات.

مستقبل الطيران المستدام

على الرغم من التحديات، من المرجح أن يلعب الوقود الحيوي دورًا هامًا في مستقبل الطيران. وقد شهدنا بالفعل أول رحلة تجارية عبر المحيط الأطلسي تعمل بوقود طيران مستدام بنسبة 100%، مصنوع من نفايات زيوت الطهي والدهون الحيوانية.

كيت هيويت، مديرة السياسات في منظمة "Aviation Environment Federation"، ترى في مياه الصرف الصحي حلاً محتملاً مثيرًا للاهتمام، ولكنها تحذر من أن هذا النوع من الوقود سيُنتج نفس كمية انبعاثات الكربون عند تحليق الطائرة، ولا يحل مشكلة خطوط نفاث الطائرات.

الحاجة إلى حلول جذرية

تؤكد هيويت على الحاجة إلى التركيز على حلول حقيقية وقابلة للتطوير وخالية من الانبعاثات لتحقيق قطاع طيران بصافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050، معتبرة أن الوقود البديل قد يلعب دورًا محدودًا على المديين القصير والمتوسط.

مشاركة المقال: