الإثنين, 18 أغسطس 2025 06:44 PM

جامعة دمشق: قرار يمنع استخدام 'الموديل العاري' يثير جدلاً بين طلاب الفنون الجميلة

جامعة دمشق: قرار يمنع استخدام 'الموديل العاري' يثير جدلاً بين طلاب الفنون الجميلة

أثار قرار عمادة كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق، بمنع استخدام "الموديل العاري" في مشاريع التخرج وأعمال النحت والتصوير والحفر، نقاشاً حاداً بين الطلاب والفنانين. العمادة بررت القرار، الذي ينص على منح علامة الصفر للمخالفين، بأنه يتماشى مع "ثوابت المجتمع وقيمه الأخلاقية"، لكن هذا التبرير لم يلق قبولاً واسعاً.

سناك سوري-دمشق

"بلال باكير"، طالب في كلية الفنون الجميلة، عبّر عن رفضه للقرار، معتبراً أنه يختزل الفن في المسموح ويجعل الطالب خائفاً، ويحوّل الجامعة إلى أداة رقابة. وطالب بإلغاء القرار فوراً وفتح "نقاش علني حول حرية التعبير الفني ومكان الجسد في التعليم الأكاديمي"، خاصةً قبل مشاريع التخرج التي يعمل عليها الطلاب منذ فترة.

ونقل "بلال" اعتراضات طلاب الكلية الذين أكدوا رفضهم للقرار لأنه اتخذ بشكل منفرد دون استشارة الطلاب، ويشكل عائقاً أمام ممارسة الفنون وفق المناهج العالمية. واعتبر الطلاب القرار "انفصالاً" عن الواقع الفني والأكاديمي، قائلين: «إننا نعتبر هذا القرار امتداداً للفكر المتشدد الذي بات يشكل خطراً على الإبداع والحرية الأكاديمية، ووباءً يهدد قيم المجتمع السوري الذي عُرف عبر تاريخه بانفتاحه وغناه الثقافي والفني». وطالبوا بالتراجع الفوري عن القرار واحترام خصوصية الكلية وإشراك الطلاب والأساتذة في القرارات الجوهرية.

بدورها، أصدرت "صفحة حراك طلابي" بياناً أعربت فيه عن تضامنها مع طلاب كلية الفنون الجميلة، وطالبت بإلغاء القرار، معتبرةً إياه "انتهاكاً صارخاً للحرية الأكاديمية ومساساً باستقلال المناهج التعليمية". وطالبت بتقديم اعتذار علني من وزارة التعليم العالي وعمادة الكلية، والتزام الوزارة باستقلالية المؤسسات الأكاديمية والمناهج التعليمية بعيداً عن أي تدخل أو قيود. وأشارت الصفحة إلى وقفة احتجاجية لطلاب الكلية داخل الحرم الجامعي يوم الاثنين، معتبرةً ذلك حقاً مشروعاً للطلاب.

الفنان التشكيلي "محمد خياطة" وصف القرار بأنه معيب بحق التدريس في الكلية، مؤكداً أن "موضوع التشريح والجسد أساسي في تدريس الفن".

في المقابل، أيد الفنان التشكيلي "أكثم سلوم" القرار، موجهاً تحية لعميد الكلية "فؤاد دحدوح"، معتبراً إياه "الرجل المناسب في المكان المناسب". وأضاف أن القرار ليس قراره وحده، وإذا كان قراره فهو معه، مؤكداً أن الطالب إذا لم يجتهد ويثابر على نفسه بشكل فردي لن تخدمه الكلية.

بينما يستعد طلاب الكلية لتنفيذ وقفة احتجاجية داخل الحرم الجامعي يوم الاثنين 18 آب الجاري، يستمر الجدل حول حدود الحرية الأكاديمية ودور الجامعة بين الحفاظ على قيم المجتمع والالتزام بالمناهج الفنية المتعارف عليها.

يذكر أن طلاب الكلية قاموا عام 2019 بنحت تمثال على شجرة في دمشق، ما أثار جدلاً ودفع مديرية الثقافة لإزالة المنحوتة.

مشاركة المقال: