الخميس, 20 نوفمبر 2025 02:34 AM

جامع المغربي باللاذقية: تحفة معمارية عثمانية وتاريخ عريق من العلم والإيمان

جامع المغربي باللاذقية: تحفة معمارية عثمانية وتاريخ عريق من العلم والإيمان

يُعتبر جامع المغربي، المعروف أيضاً بـ "مسجد النور"، معلماً أثرياً ودينياً بارزاً في اللاذقية، يشهد على تاريخها العريق ومركزاً للعلم والمعرفة منذ قرنين تقريباً.

يقع الجامع على الطرف الجنوبي لتلة حي القلعة، أحد أقدم أحياء المدينة. استغرق بناؤه ثماني سنوات، من عام 1827 إلى 1835 ميلادي (الموافق 1242 هجري). سُمي بـ "جامع المغربي" نسبةً إلى الشيخ محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد ناصر الدين المغربي، العالم الذي قدم إلى سوريا من المغرب بعد الحج واستقر في اللاذقية حتى وفاته. وبناءً على وفاء أهالي اللاذقية للشيخ المغربي، قاموا ببناء الجامع، كما أوضحت المهندسة بشرى الريس، رئيسة قسم الآثار والمباني الوقفية في مديرية أوقاف اللاذقية.

وفي تصريح لمراسل سانا، أشارت الريس إلى أن الجامع يتميز بكونه تحفة معمارية نادرة حافظت على رونقها وطرازها العثماني الأصلي دون أي إضافات. كما يتميز بهيكلته الإنشائية والهندسية المتينة، حيث لم يعانِ من أي تصدعات خلال زلزال عام 2023 الذي ضرب اللاذقية.

لم يقتصر دور الجامع على الجانب الروحي، بل كان منارة للعلم منذ إنشائه. فقد ضم الرواق الشمالي للجامع "المدرسة الحميدية"، التي تحولت لاحقاً إلى معاهد تعليمية خرّجت العديد من المدرسين وطلاب العلم الذين أُرسلوا إلى مدارس المحافظة كافة (مدينة وريفاً) في زمن الشيخ عارف المحمودي. ولا تزال حلقات التدريس الدينية تُقام في الجامع حتى اليوم.

من جهته، أكد إمام الجامع الشيخ أحمد جبيرو على المكانة الروحية الخاصة للجامع في قلوب أهالي اللاذقية، الذين تربطهم به ذكريات منذ الطفولة، ويترددون عليه بحب وشغف لما يجدون فيه من سكينة وراحة نفسية، مشيراً إلى أنه جامع تاريخي وأثري.

بدوره، أشار المدرس في معهد المغربي التابع للجامع، عبد الرحمن جبيرو، إلى المكانة المعرفية والعلمية للجامع، موضحاً أنه يتم التركيز في المعهد على تدريس القرآن الكريم حفظاً وتفسيراً، والسنة النبوية الشريفة، واستقطاب طلاب العلم كافة.

يظل جامع المغربي تجسيداً لروعة الفن العثماني، ودور المساجد كمنبر للعلم، ومكانته التاريخية كشاهد حي على تاريخ المدينة ودورها الحضاري.

مشاركة المقال: