الأربعاء, 15 أكتوبر 2025 08:11 PM

جدل في جبلة حول تغيير أسماء مدارس عريقة رغم إزالة أسماء رموز النظام

جدل في جبلة حول تغيير أسماء مدارس عريقة رغم إزالة أسماء رموز النظام

أثار قرار تغيير أسماء عدد من المدارس القديمة في مدينة جبلة موجة من التحفظ والاعتراض الشعبي، وذلك على الرغم من الترحيب الواسع بقرار إزالة أسماء رموز النظام البائد المتورطين في قتل السوريين من واجهات المدارس في المدينة وريفها، وهو القرار الذي لاقى استحساناً من العديد من أبناء المدينة، وخاصة من الحاضنة الثورية التي عارضت نظام الأسد طوال أربعة عشر عاماً من الثورة السورية.

عبّر كثير من الأهالي عن استغرابهم من شمول القرار مدارس ارتبطت بوجدان المدينة وذاكرتها التربوية والاجتماعية، واعتبروه "خطوة متسرعة" تمس أسماءً تحمل رمزية محلية لا تمت بصلة للنظام السابق أو رموزه. وتعود تلك الأسماء لعائلات جبلاوية عريقة، من مختلف الطوائف والمكونات – سنة وعلويين – ممن عُرف عنهم الانتماء الوطني والإنساني بعيداً عن الاصطفافات السياسية.

ومن أبرز المدارس التي شملها القرار: مدرسة الشهيد محمد سعيد يونس، الذي ارتقى في عدوان حزيران عام 1967، وقد اعترفت الصحافة الإسرائيلية آنذاك ببطولاته على الجبهة، ومدرسة الشهيد بلال مكية، ومدرسة الشهيد جهاد خير بيك للإناث، ومدرسة الشهيد محمد مهنا سليمان، ومدرسة أبي العلاء المعري، وهو شاعر وفيلسوف عربي لم يكن له أي ارتباط بالنظام البائد، الأمر الذي دفع أحد الأهالي للتعليق بسخرية: "حتى أبي العلاء المعري لم ينجُ من قوائم التغيير، رغم أنه لم يكن شهيداً في 67 ولا في 73، ولم يخدم في جيش النظام بعد الثورة!".

اعتبر الأهالي أن "الاعتراض لا يتعلّق برفض مبدأ التغيير، بل بضرورة احترام ذاكرة المدينة وتاريخها"، مشيرين إلى أن "كثيراً من تلك المدارس تحولت إلى رموز مكانية ومعالم اجتماعية ترتبط بأجيالٍ من الطلاب والمعلمين".

وفي السياق ذاته، نشر عضو مجلس الشعب عن مدينة جبلة منشوراً على صفحته في "فيسبوك" استذكر فيه أيام دراسته وأسماء معلميه في تلك المدارس، قائلاً: "في ذاكرتنا جميعاً تاريخ لا يُمحى بجرة قلم… هي أيام عشناها ولا زالت ذكراها تتشبّث بقلوبنا. مدرستنا تاريخ محفور فينا بكل تفاصيلها… قاعاتها وملعبها ومدرّسوها الأفاضل الذين تركوا بصماتهم في أجيالٍ من أبناء جبلة". وذكر منهم: محمد جدوع، محمد الرياحي، يحيى أحمد، طلال موصللي، مصطفى مثبوت، نزار مهنا، فاطمة الخير، نجاة مريش، عبد المنعم مظلوم، كمال العلي وغيرهم من المربين الذين أسهموا في بناء الوعي والجيل.

وختم النائب منشوره قائلاً: "ذاكرتنا في مدرسة الشهيد محمد سعيد يونس أشبه بمتحف صغير مغلق داخل أرواحنا… لذلك لا لتغيير أسماء مدارس محفورة في ذاكرة كل جبلاوي: محمد سعيد يونس – جهاد خير بيك – بلال مكية".

وفي ختام المواقف الشعبية، دعا أهالي جبلة مديرية التربية إلى إعادة النظر بالقرار، ومراعاة الذاكرة الجمعية لأبناء المدينة، مؤكدين أن التجديد لا يعني محو التاريخ، وأن احترام إرث المكان جزء من احترام الإنسان ذاته.

عروة السوسي - زمان الوصل

مشاركة المقال: