جورج عبد الله، المواطن اللبناني، أنهى 41 عاماً في السجون الفرنسية، ليصبح أقدم سجين هناك، بعد الحكم عليه بالسجن المؤبد عام 1984 بتهم جنائية منها اغتيال ومحاولة اغتيال دبلوماسيين على الأراضي الفرنسية. كان عبد الله، مؤسس «الفصائل المسلحة الثورية اللبنانية»، يؤكد دائماً خلال محاكمته: «أنا مقاتل ولست مجرماً»، مبرراً أفعاله بـ«انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة ضد فلسطين». اكتسب عبد الله شهرة واسعة لطول مدة سجنه، مما أثار جدلاً في الأوساط السياسية والحقوقية، خاصة بعد استيفائه شروط الإفراج المشروط عام 1999، والذي رُفض مراراً بسبب ضغوط سياسية، وفقاً لمحاميه.
وُلد جورج عبد الله في 2 أبريل (نيسان) 1951 في بلدة القبيات شمال لبنان، لعائلة مارونية مكونة من 10 أفراد. والده كان عسكرياً في الجيش اللبناني. انخرط عبد الله في العمل السياسي مبكراً، وانضم إلى «الحزب القومي السوري الاجتماعي» في سن الـ 15. بعد تخرجه من «دار المعلمين» في بيروت عام 1970، عمل مدرساً. تأثره بالقضية الفلسطينية دفعه للانخراط في الأوساط المؤيدة للفلسطينيين والقومية العربية، ثم انضم إلى «الحركة الوطنية اللبنانية» في أواخر السبعينات، قبل أن ينتسب إلى «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين». أسس عبد الله «الفصائل المسلحة الثورية اللبنانية» عام 1980، وتبنت الحركة 5 هجمات في أوروبا بين عامي 1981 و 1982 دعماً للقضية الفلسطينية، تحت شعار «وراء العدو في كل مكان». اتُهمت الحركة بعمليات اغتيال، منها مقتل تشارلز راي، نائب الملحق العسكري في السفارة الأميركية، ويعقوب بارسيمانتوف، المستشار في السفارة الإسرائيلية في باريس.
حول اعتقاله، تروي إحدى الروايات أنه بعد إقامته في سويسرا، ذهب إلى فرنسا لتسليم وديعة شقة، حيث اعتقلته الشرطة الفرنسية في ليون في 24 أكتوبر (تشرين الأول) 1984 بتهمة حيازة جواز سفر جزائري مزور. بينما تذكر رواية أخرى أنه دخل مركز الشرطة في ليون طالباً الحماية من قتلة «الموساد». الشرطة الفرنسية عثرت على متفجرات وأسلحة في شقته، بما في ذلك المسدس الذي يُعتقد أنه استُخدم في عمليات الاغتيال. حُكم عليه بالسجن المؤبد في مارس (آذار) 1987 بتهمة «التواطؤ في أعمال إرهابية» والمشاركة في اغتيال الدبلوماسيين.
على الرغم من استيفائه شروط الإفراج المشروط عام 1999، رُفض الإفراج عنه مراراً. الحكومة اللبنانية برئاسة نجيب ميقاتي ضغطت للإفراج عنه عام 2012، وفي عام 2013 وافق القضاء الفرنسي مبدئياً على الإفراج عنه بشرط ترحيله إلى لبنان، لكن وزارة الداخلية الفرنسية لم تصدر أمر الترحيل.
يبلغ عبد الله حالياً 74 عاماً، وبحسب شقيقه روبير، هو بصحة جيدة ويتصل بالعائلة يومياً. والدته توفيت عام 2004 بحسرة عليه، وزارته مرة واحدة بعد اعتقاله. لم يتمكن إخوته من زيارته بسبب اتهامهم بالمشاركة في تفجيرات في فرنسا.
من المتوقع أن يعود عبد الله إلى منزله في القبيات بعد الإفراج عنه. النائب جيمي جبور أكد أن الإفراج يأتي في السياق الطبيعي لتطبيق القوانين الفرنسية، وأن منع الإفراج كان بقرار سياسي. مجموعة من النواب اللبنانيين راسلت السلطات الفرنسية للمطالبة بالإفراج عنه، والتقوا مسؤولين لبنانيين، منهم رئيس الحكومة نواف سلام.