الإثنين, 7 يوليو 2025 09:03 AM

حريتان: عودة بطيئة للسكان وسط دمار واسع ونقص حاد في الخدمات الأساسية

حريتان: عودة بطيئة للسكان وسط دمار واسع ونقص حاد في الخدمات الأساسية

تشهد مدينة حريتان في ريف حلب الشمالي عودة تدريجية للعائلات المهجرة بعد تحريرها، إلا أن هذه العودة تصطدم بواقع خدمي صعب ودمار كبير في البنية التحتية. يؤكد السكان العائدون أن الظروف المعيشية لا تزال دون الحد الأدنى.

يقول عبد المعطي بلكش، أحد العائدين، إنه هُجّر عام 2020 وعاد في بداية عام 2025 ليجد منزله مدمرًا والحي يفتقر إلى الخدمات الأساسية من ماء وطعام وبنية تحتية، معتمدًا في معيشته على القليل المتوفر.

ويضيف معاوية أبو معروف، الذي تهجّر منذ عام 2013، أن منزله كان مدمرًا أيضًا، مشيرًا إلى أن غياب الخدمات والاعتماد على الجهد الذاتي لإصلاح ما يمكن إصلاحه هما أبرز التحديات.

1220 عائلة عادت… والمجلس المحلي يتحدث عن واقع هش

أفاد أحمد بلكش، رئيس المجلس المحلي لمدينة حريتان، بأن عدد سكان المدينة قبل التهجير كان يقدر بنحو 67 ألف نسمة، بينما لم تتجاوز نسبة العائدين حتى الآن 15%، أي ما يعادل 1220 عائلة.

خدمات الكهرباء والمياه والصحة

أوضح بلكش أن المدينة لا تملك شبكة كهرباء عاملة، وتعتمد على صهاريج خاصة لتأمين المياه. أما خدمات الصرف الصحي، فتعاني من تهالك واضح وغياب لأغطية الريكارات في العديد من الشوارع. وأشار إلى وجود فرن احتياطي واحد يعمل بشكل منتظم ويؤمن الخبز للسكان، مؤكدًا أن الكمية كافية حاليًا.

وفي المقابل، تفتقر حريتان إلى أي نقطة طبية فاعلة أو مركز إسعافي يخدم العائدين، وهو ما يعد من أبرز أولويات المجلس المحلي حاليًا.

التعليم والمدارس

تضم حريتان سبع مدارس، ثلاث منها فقط صالحة للتدريس حاليًا، بينما تحتاج المدارس الأربع الأخرى إلى ترميم. كما أشار بلكش إلى نقص في الكوادر التدريسية مقارنة بعدد الطلاب العائدين.

90% من البنية مدمّرة… ولا مشاريع ترميم

قدّر رئيس المجلس المحلي نسبة الدمار في المنازل والبنية التحتية بـ 90% بين كلي وجزئي، مؤكدًا عدم وجود أي مشاريع ترميم تديرها منظمات، وأن الجهود المبذولة هي ذاتية فردية من قبل العائدين. كما أشار إلى افتقار المدينة لأي دعم مخصص للمشاريع الصغيرة أو فرص تشغيل الشباب.

استقرار أمني نسبي… ومجلس فعّال ضمن الإمكانيات

أكد بلكش أن الوضع الأمني مستقر، ويوجد مخفر فعّال في المدينة. كما يعمل المجلس المحلي ضمن الإمكانيات المتاحة على تسيير الشؤون العامة، مع تركيز خاص على إعادة تفعيل البنى الأساسية كالمياه والكهرباء والنقاط الطبية.

تحديات قائمة في وجه العودة والاستقرار

تواجه مدينة حريتان تحديات رئيسية تشمل غياب شبكة الكهرباء ومياه الشرب، وتعطّل معظم مرافق التعليم والصحة، إضافة إلى تدمير واسع في الطرق والمباني، ونقص حاد في الكوادر والمعدات، وغياب أي دعم من المنظمات أو مشاريع تأهيل فاعلة، مما يعيق استقرار العائدين ويحدّ من إمكانية توسع العودة.

مشاركة المقال: