الأحد, 16 نوفمبر 2025 11:17 PM

حلب: "أسايش" تعلن إزالة حواجزها.. خطوة نحو تطبيق اتفاق نيسان أم مجرد رسالة للرأي العام؟

حلب: "أسايش" تعلن إزالة حواجزها.. خطوة نحو تطبيق اتفاق نيسان أم مجرد رسالة للرأي العام؟

أعلنت "قوى الأمن الداخلي" (أسايش) التابعة لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في حلب عن إزالة حواجزها في حيي الشيخ مقصود والأشرفية، وذلك يوم الجمعة الموافق 14 من تشرين الثاني. ووصف العقيد محمود علي مردلي، من الإدارة العامة لـ"قوى الأمن الداخلي" في الحيين، هذه الخطوة بأنها تأتي "في إطار دعم اتفاق نيسان وإثبات حسن نية تجاه تنفيذ الاتفاقيات".

وأشار مردلي، وفقًا لما نشرته الصفحة الرسمية لـ"أسايش" على "فيسبوك" ووكالة "هاوار" المقربة من "قسد"، إلى أن الحصار المفروض على الحيين لا يزال مستمرًا، إلا أن "أسايش" عازمة على تطبيق الاتفاقيات المبرمة. وأضاف أن هناك مجموعات مدعومة خارجيًا تعمل على إفشال جهود تثبيت الاتفاق ودفع الأوضاع نحو التصعيد، مؤكدًا تمسك قواتهم بالحل السياسي كخيار وحيد لتفادي التوتر. كما أكد أن حيي الشيخ مقصود والأشرفية جزء من مدينة حلب، وأن حماية سكانهما واجب على عاتق "قوى الأمن الداخلي"، مشددًا على أن الحوار هو السبيل الوحيد لترسيخ السلام والاستقرار في عموم سوريا. وأوضح أن الجهاز يعمل يوميًا على تعزيز الأمن والاستقرار في الحيين من خلال الانتشار الميداني، ومراقبة الشوارع، وتنظيم حركة المرور، ومتابعة أي أنشطة مشبوهة، بهدف حماية السكان وتوفير بيئة آمنة.

"إعلان للرأي العام"

من جهة أخرى، صرح مصدر عسكري في حلب، طلب عدم الكشف عن هويته، بأن إعلان "أسايش" حول إزالة الحواجز يهدف بالدرجة الأولى إلى التأثير على الرأي العام، معتبرًا أنه يأتي في سياق الرسائل العلنية التي ترغب "قسد" في إيصالها حول التزامها بالاتفاقيات. وأوضح المصدر أن الحكومة السورية تدعم أي خطوة تسهم في تطبيق الاتفاقات المبرمة، معتبرًا أن أي إجراء يخفف التوتر في المدينة هو خطوة إيجابية. إلا أنه أشار إلى أن الواقع الميداني لا يعكس بالكامل ما جرى الإعلان عنه، حيث لا تزال حواجز "قسد" قائمة داخل الشيخ مقصود والأشرفية، ولم تستكمل عملية الإزالة بشكل كامل. وأكد أن المرحلة المقبلة ستكون اختبارًا جديًا لمدى التزام الأطراف بالاتفاق، خاصة مع اقتراب موعد افتتاح مخفر أو قسم أمني في الأشرفية يوم الاثنين الموافق 17 من تشرين الثاني، معتبرًا هذه الخطوة مفصلية ضمن بنود الاتفاق. وشدد على أن تنفيذ كامل بنود الاتفاق مرتبط بشكل مباشر بإتمام هذه الخطوة في موعدها، محذرًا من أن أي تأخير أو عدم التزام قد يؤدي إلى إلغاء الاتفاق بالكامل. وأكد المصدر أن الحكومة تترقب خطوات واضحة خلال الأيام المقبلة لتقييم مدى ترجمة النيات المعلنة إلى إجراءات ملموسة.

إعلان متزامن مع التحركات الدبلوماسية

ويرى المحلل السياسي محمد الجابي أن توقيت إعلان "أسايش" عن إزالة الحواجز في الشيخ مقصود والأشرفية يتزامن مع التحركات الدبلوماسية الأخيرة، بما في ذلك زيارة الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، ووزير الخارجية، أسعد الشيباني، إلى الولايات المتحدة الأمريكية. وأوضح أن هذا التزامن يشير إلى احتمال وجود تفاهمات أو رسائل غير مباشرة جرى تبادلها خلال لقاءات الوفد السوري مع المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توم براك، بشأن ملف "قسد" وترتيبات انتشارها. ويرى الجابي أن الإعلان يحمل طابعًا سياسيًا أكثر من كونه خطوة ميدانية مكتملة، وأن "قسد" تسعى من خلاله إلى تسجيل موقف أمام الرأي العام المحلي وإرسال إشارة إيجابية لواشنطن حول استعدادها لتقديم خطوات تظهر التزامها بمسار التفاهمات القائمة. واعتبر أن الرسالة الأساسية في إعلان "قسد" موجهة بالدرجة الأولى إلى الولايات المتحدة، في محاولة لإعادة تثبيت حضورها كطرف منضبط وقابل للتنسيق.

اتفاق نيسان

يذكر أن اتفاق نيسان بين الحكومة السورية و"قسد" نص على خروج القوات العسكرية التابعة لـ"قسد" والتشكيلات المرتبطة بها من حيي الشيخ مقصود والأشرفية في حلب، والإبقاء على "قوى الأمن الداخلي" (أسايش) تمهيدًا لضمها لاحقًا إلى وزارة الداخلية في الحكومة السورية. وشمل الاتفاق، الذي تكون من 14 بندًا، تبييض السجون بين الطرفين، وفتح الطرقات، وإزالة السواتر الترابية، وإعادة دمج المؤسسات الخدمية والمدنية في الحيين ضمن مؤسسات محافظة حلب. وخلال نيسان الماضي، نفذ جزء من بنود الاتفاق بخروج رتلين عسكريين من الحيين، يضمان أكثر من 900 عنصر من قوات "قسد". ومنذ ذلك الوقت، لم تسجل أي عمليات انسحاب إضافية، في حين تبادل الطرفان موقوفين وسجناء على دفعتين ضمن مسار تنفيذ الاتفاق.

مشاركة المقال: