الأحد, 27 يوليو 2025 09:49 AM

حلب في عصر الحطب: المواطنون بين شرشبيل والسنافر الحكومية

حلب في عصر الحطب: المواطنون بين شرشبيل والسنافر الحكومية

بقلم: المهندس باسل قس نصر الله

يتذكر الكاتب كيف كان أستاذ الجيولوجيا في المدرسة يصف العصور القديمة، معتبراً أنهم يعيشون في عصر "ما بعد الصبر". ويشير إلى أن العالم وصل إلى عصر المعلوماتية، وأمريكا إلى ما بعد المعلوماتية، بينما حلب تعيش في عصر جديد هو "العصر الحطبي".

يسخر الكاتب من هذا العصر الذي ازدهر في سنوات حكم "شرشبيل"، حيث انتشرت بسطات البيع على الأرصفة، تعرض البسكويت، وربطات الخبز، والدخان، والفواكه، وبراكات القهوة، وحطب التدفئة، محولة الأرصفة إلى أسواق مصغرة. وأصبح المواطن الحلبي "زبوناً" دائماً لاقتصاد الرصيف.

أما البنزين، فقد تحرر من احتكار الكازيات، ودخل عصر "التحرير الليبرالي"، حيث يمكن لأي مواطن أن يبيع البنزين. وينتقد الكاتب أداء "السنفور المضيء" – وزير الظلمة – الذي يعتبره المواطنون مسؤولاً عن تردي الأوضاع، ويقترح ترشيحه لموسوعة "غينيس" كأكثر شخصية تم شتمها. ويذكر زيارة "حكومتنا السنفورية" المفاجئة إلى حلب، حيث جاء "سنفور مضيء وسنفور مفكر وسنفور مزارع وسنفور غضبان" وغيرهم، معلنين عن قرب الفرج.

ويختتم الكاتب بالتعبير عن أمله في توقف نهر الدماء والخراب، وأن يرى بوادر البناء. ويؤكد أنه رغم كل شيء، لم يشعر يوماً أنه مجرد رقم، بل إنسان ومواطن.

ويختتم بقوله تعالى في الحديث القدسي: "كلكم ضالٌ إلا من هديته، فاستهدوني أهدِكم".

مشاركة المقال: