تجددت الحرائق في ريف حماة وسط سوريا، بعد أن كانت قد اندلعت بشكل واسع في المحافظة خلال الأسابيع الماضية، بالتزامن مع حرائق أخرى في ريف اللاذقية غربي البلاد. وتواصل فرق الدفاع المدني السوري وأفواج الإطفاء الحراجي، بالتعاون مع المبادرات الأهلية، جهودها اليوم الخميس 21 من آب، لإطفاء الحرائق التي اندلعت في أحراج دير شميل بريف حماة الغربي.
وذكر الدفاع المدني أن الفرق تواجه صعوبات في الوصول إلى بؤر النيران في رؤوس الجبال بسبب التضاريس الجبلية الصعبة، وعدم وجود خطوط نار في الغابات. وتعمل الآليات الهندسية التابعة لوزارة الزراعة على فتح خطوط نار في عدد من المحاور لتسريع عمليات الاستجابة والوصول لبؤر الحرائق التي تزيد هبات الرياح من انتشارها.
وكانت الحرائق في دير شميل قد اندلعت أمس الأربعاء، 20 من آب، وسط مخاوف من تمددها باتجاه الكنائس ووادي أبو قبيس، في حين لم ترد أنباء، حتى لحظة تحرير الخبر، عن وقوع إصابات في صفوف المدنيين أو فرق الإسعاف والإطفاء.
يذكر أن حرائق مماثلة اندلعت في الأسبوع الأول من آب الحالي، في أرياف حماة واللاذقية، بشكل متزامن، واستمرت لأكثر من 10 أيام. وكان وزير الطوارئ وإدارة الكوارث في الحكومة السورية، رائد الصالح، قد أعلن في 17 من آب، عبر منشور في منصة “إكس”، عن إخماد وتبريد كامل لحرائق الغابات والأحراج في ريف حماة الغربي، مع إبقاء المنطقة تحت المراقبة لضمان عدم تجدد النيران.
وامتدت الحرائق إلى منطقة شطحة في سهل الغاب، وإلى ريف جبلة بمحافظة اللاذقية، وسط صعوبات في إخمادها نتيجة انتشار مخلفات الحرب، بحسب ما ذكر الصالح لوكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
وساندت مروحيات وزارة الدفاع السورية من “قاعدة المزة الجوية” بدمشق عمليات إطفاء الحرائق في ريف حماة.
5500 هكتار
مدير دائرة الحراج في السهل، أنس برهوم، قال لعنب بلدي في وقت سابق، إن عدد الحرائق المسجلة منذ بداية الموسم بلغ 25 حريقًا. وأضاف أن الحرائق الماضية أتت على 4,000 هكتار، بالإضافة إلى 1,500 هكتار من الحرائق السابقة.
ومن بين المساحات المتضررة، احترق 500 دونم من الأراضي الخاصة المزروعة بالأشجار المثمرة، وغابة صنوبرية في قرية “أبو قبيس” شمال غربي حماة، إلى جانب أشجار السنديان والبلوط والبطم الفلسطيني.
وأوضح برهوم أن الحرائق لم تسفر عن خسائر بشرية، وتنوعت أسبابها بين مفتعلة ومجهولة وبعضها ناجم عن الإهمال.
وفيما يخص الخطط المستقبلية، أوضح برهوم أن العمل سيتجه نحو إعادة التحريج حسب الإمكانيات المتاحة، وإعادة تأهيل الغابات المتضررة، مع التركيز على حماية المناطق شديدة الانحدار للحد من انجراف التربة والانهدامات التي قد تؤثر على القرى الواقعة أسفل الجبال.
كما أسهم الجفاف وانحباس الأمطار في جفاف الغطاء النباتي، ما زاد سرعة انتشار الحرائق خلال وقت قصير، إلى جانب تأثير الرياح في توسع رقعة النيران.
وبيّن برهوم أن ضعف الإمكانيات وتأخر تمويل الخطة الاستثمارية أعاقا إصلاح آليات الإطفاء التابعة لهيئة تطوير الغاب ودائرة الحراج، بينما أثر نقص الكوادر والأدوات في مواجهة النيران.
وكان وزير الطوارئ وإدارة الكوارث أعلن، في 15 من تموز الماضي، السيطرة الكاملة على حرائق اندلعت في محافظة اللاذقية، بشكل واسع، بعد 12 يومًا من العمل المتواصل. واعتبر أن هذه نهاية مرحلة الاستجابة العاجلة، وبداية مرحلة لا تقل أهمية عن حماية الغابات المتبقية واستعادة ما دمرته النيران.
وأسفرت الحرائق حينها عن تضرر أكثر من 14 ألف هكتار بحسب تصريح لوزارة الزراعة، في 4 من آب الحالي.
حماة.. 5500 هكتار تحترق في سهل الغاب