بدأ وائل الديري، وهو طبيب سوري مختص بجراحة الأوعية الدموية ومقيم في ألمانيا، مهمته متأثرًا وهو يفحص مرضى من أبناء مدينة دير الزور في المشفى الوطني. توجه "الديري" إلى مدينته ضمن حملة "شفاء" التطوعية التي أطلقها أطباء سوريون مغتربون، لتقديم خدمات طبية لأبناء المحافظة ومحافظات سورية أخرى.
يقول الطبيب وائل الديري، لنورث برس، إن المعدات والتجهيزات الطبية الموجودة في مشفى دير الزور الوطني لا تتوافق مع الاحتياجات العلاجية لمرضى المنطقة، مما أثار أسفه. ويشير إلى أن تشخيص الحالات يقتصر حاليًا على الفحص السريري والاستعانة بتقارير طبية قديمة أو بعض الأجهزة البسيطة الموجودة في المشفى.
ويضيف أن المشفى أجرى عمليات جراحية لمرضى القلب والأوعية الدموية تتناسب مع التجهيزات المتاحة، ويحيل مرضى آخرين إلى مشافي أخرى في الداخل السوري لتلقي العلاج في مرافق أفضل تجهيزًا. ووفقًا للطبيب، فإن الإجراءات التشخيصية صعبة بسبب عدم وجود أجهزة تصوير متطورة.
يواجه الأطباء المشاركون في حملة "شفاء" صعوبات في تقديم الخدمات الطبية بسبب الوضع الصحي المتردي في المنطقة نتيجة للحرب التي أثرت على البنية التحتية.
في السابع من نيسان/ أبريل الجاري، أطلق "التجمع السوري في ألمانيا" (SGD) ومنظمة الأطباء المستقلين (IDA) حملة "شفاء" تحت شعار "يدًا بيد لأجل سوريا"، والتي تستمر حتى الـ 26 من الشهر الجاري.
أسفرت الحرب عن تدهور كبير في القطاع الصحي في دير الزور، حيث تعرضت معظم المشافي والمراكز الصحية للتدمير. حاليًا، يعمل مشفيان فقط من أصل 10 كانت تعمل قبل الحرب، وثلث مراكز الرعاية الصحية فقط تعمل من أصل 106.
يوجد في المشفى الوطني بدير الزور 24 جهازًا طبيًا، يعمل منها 13 فقط، والبقية تحتاج إلى تجديد أو صيانة.
تقول سمية الناصر (45 عامًا)، من سكان دير الزور، إنها توجهت إلى المشفى الوطني بعد سماعها عن حملة "شفاء" للحصول على الاستشفاء المجاني وإجراء عملية القثطرة القلبية التي تحتاجها. وتضيف أن الوضع الاقتصادي دفع السكان إلى التوجه للمشفى لتلقي العلاج المجاني.
تطالب سمية الناصر بتنظيم أفضل للمراجعين لتخفيف المعاناة، وتشكر الأطباء المشاركين في الحملة. ووزارة الصحة في الحكومة الانتقالية السورية أتاحت التسجيل عبر نموذج إلكتروني، على أن تجرى العمليات الجراحية في مستشفيات عدة في سورية.
وقال مصدر طبي في دير الزور إن العمليات الجراحية التي يصعب إجراؤها في مشفى المدينة ستحال إلى مشافي أخرى في دمشق وحمص وحلب.
أعربت أسماء عاشور (35 عامًا)، وهي معلمة من سكان دير الزور، عن امتنانها للقائمين على حملة "شفاء" والتعاون الكبير الذي يبديه الكادر الصحي. ودعت إلى ضرورة الإكثار من المبادرات التطوعية لتخفيف آثار الحرب وتردي الوضع الاقتصادي، معتبرةً أن الوضع الاجتماعي في سوريا يسير نحو الأمام.
يشارك في حملة "شفاء" أكثر من 100 طبيب سوري مغترب في دول الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، وتشتمل الاختصاصات الطبية على الجراحات العصبية والعظمية وأمراض القلب والأوعية الدموية والأطفال.