حواجز النظام تفرض إتاوات باهظة على اللاجئين السوريين العائدين من لبنان
تعكس الأوضاع الراهنة للاجئين السوريين العائدين من لبنان السياسات والانتهاكات التي يمارسها النظام السوري، حيث يُفرض على هؤلاء العائدين مبالغ مالية باهظة كرسوم عبور عند اجتيازهم نقاط التفتيش. ووفقًا لتقارير إعلامية، بلغت تكلفة مرور عائلة واحدة من لبنان إلى مناطق المعارضة داخل سوريا، عبر مناطق النظام، نحو 1300 دولار. تشمل هذه المبالغ إتاوات تُدفع عند نقاط التفتيش التابعة للنظام والمليشيات المنتشرة على الطرق الرئيسية، ما يضاعف أعباء اللاجئين المالية في ظل أوضاعهم الإنسانية المتدهورة.
منذ بدء الغارات الإسرائيلية، دخل حوالي 220,000 شخص من لبنان إلى سوريا، وفقًا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، حيث يشكّل السوريون 80% من هذا العدد. إلا أن هذه العودة لا تخلو من المخاطر. إذ وثقت منظمات حقوقية تعرض العائدين للاعتقالات التعسفية على يد النظام السوري بتهم مثل التهرب من الخدمة العسكرية أو دعم المعارضة المسلحة.
للتهرب من الممارسات التعسفية، تُفضل العائلات اللاجئة استخدام طرق ريفية عبر القرى للوصول إلى مناطق المعارضة، معتقدة أن هذه الطرق أكثر أمنًا. ومع ذلك، تعتمد العديد من هذه العائلات على وسطاء مرتبطين بالنظام لنقلهم، حيث يدفعون أموالاً كبيرة مقابل ذلك. حتى بعد دفع الإتاوات المطلوبة، يتعرض اللاجئون للإهانات والابتزاز عند الحواجز، إذ يمكن لعناصر الأمن اتهامهم بالخيانة أو اعتقالهم تعسفيًا.
تشير الإحصاءات إلى أن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية وثّق دخول 470 عائلة، تضم حوالي 2500 شخص، إلى مناطق المعارضة شمال غربي سوريا، مما يبرز استمرار حركة العودة رغم التحديات العديدة التي تواجه العائدين.
