الثلاثاء, 19 أغسطس 2025 02:42 PM

خريطة توسعية تهدد 8 دول عربية: تفاصيل مشروع "إسرائيل الكبرى" التوراتي

خريطة توسعية تهدد 8 دول عربية: تفاصيل مشروع "إسرائيل الكبرى" التوراتي

يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الترويج لرؤية "إسرائيل الكبرى"، وهو مشروع توراتي يستند إلى الموروث التلمودي لتبرير سياساته التوسعية. وكان نتنياهو قد تعهد قبل سنوات بقيادة "إسرائيل" إلى ما أسماه "قرنها المئوي". وفي مفاجأة للجمعية العامة للأمم المتحدة في 22 سبتمبر/أيلول 2023، عرض "خريطة إسرائيل تتضمن غزة والضفة".

هذا المشروع، الذي يتبناه اليمين الإسرائيلي المتشدد المتحالف مع نتنياهو، طرحه زعيم حزب "البيت اليهودي" المتطرف بتسالئيل سموتريتش عام 2016، عندما كان عضوا في الكنيست. وأشار سموتريتش في مقابلة تلفزيونية إلى أن "حدود إسرائيل يجب أن تمتد لتشمل دمشق، إضافة إلى أراضي 6 دول عربية هي سوريا ولبنان والأردن والعراق وجزء من مصر ومن السعودية، لتحقيق الحلم الصهيوني من النيل حتى الفرات".

سموتريتش، الذي يشغل منصب وزير المالية عن حزب "الصهيونية الدينية" في حكومة نتنياهو، جدد هذه الطروحات في مارس/آذار 2023 خلال خطاب في باريس، حيث كانت خلفه خريطة تشمل "أرض إسرائيل"، في إشارة إلى أن إسرائيل تتكون من فلسطين التاريخية والأردن.

يعود طرح مشروع "إسرائيل الكبرى" من قبل حزب "الليكود" إلى عام 1977، عندما وصل مناحيم بيغن إلى السلطة. وقد تحول المشروع إلى برنامج سياسي يستند إلى أفكار قديمة، وتم استخدام الاسم التوراتي للضفة الغربية "يهودا والسامرا" والترويج للاستيطان اليهودي.

يستند داعمو اليمين المتطرف إلى نصوص توراتية، أهمها ما ورد في سفر التكوين، بالإضافة إلى أصوات داخل الحركة الصهيونية تدعو إلى توسيع حدود إسرائيل لتشمل أجزاء واسعة من الشرق الأوسط.

من أبرز هذه المعتقدات ما كتبه ديفيد بن غوريون، أحد مؤسسي دولة الاحتلال، عامي 1937 و1938، عن أن "إقامة الدولة، حتى لو كانت على جزء بسيط فقط من الأرض، هي التعزيز الأقصى لقوتنا في الوقت الحالي ودفعة قوية لمساعينا التاريخية، سنحطم الحدود التي تفرض علينا، ليس بالضرورة عن طريق الحرب".

وتاريخيا، تعود جذور هذا المشروع إلى معتقدات دينية تفيد بأن الأرض الموعودة تمتد من نهر النيل في مصر إلى نهر الفرات في سوريا والعراق.

يزعم معهد "التوراة والأرض" الإسرائيلي في موقعه الإلكتروني أن "أرض إسرائيل الكبرى تمتد من نهر الفرات شرقا إلى نهر النيل جنوبا"، وهي مقولة مؤسس الحركة الصهيونية ثيودور هرتزل، حين أعلن مشروعه التوسعي عام 1904، وهي المعتقدات التي حملها وأصّل لها قادة الحركة الصهيونية منذ بدايتها قبل أكثر من 120 عاما.

على النحو ذاته، طالبت عصابة "أرغون" الصهيونية المتطرفة، التي ظهرت خلال فترة الانتداب البريطاني بأرض فلسطين (1922-1948) والتي أُدمجت في الجيش الإسرائيلي لاحقا، بأن تكون دولة فلسطين التاريخية والأردن دولة يهودية.

تحويل تلك العقيدة التوراتية إلى برنامج سياسي يُنفذ على الأرض أخطر ما يعمل عليه نتنياهو في ظل حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، واستهداف القوة العسكرية السورية بعد سقوط النظام في ديسمبر/كانون الأول 2024 والأزمات التي تعيشها سوريا، وشن الحرب على لبنان.

نتنياهو تحدث لقناة «i24» الإسرائيلية، مشيرا الى «الحلم الإسرائيلي» بوصفه «مهمة أجيال» يُسلمها جيل إلى جيل، وكيف أنه يشعر بأنه في مهمة «روحية وتاريخية» من أجل الشعب اليهودي.

خارطة “إسرائيل الكبرى” التي يرفعها نتنياهو، تشمل: كامل فلسطين التاريخية، ومساحتها 27 ألف و27 كيلومترا مربعا، ولبنان ومساحته 10 آلاف و452 كيلومترا مربعا، والأردن ومساحته 89 ألف و213 كيلومترا مربعا. وأكثر من 70 بالمئة من مساحة سوريا البالغة 185 ألفا و180 كيلومترا مربعا، ونصف مساحة العراق البالغة 438 ألفا و317 كيلومترا مربعا، ونحو ثلث الأراضي السعودية البالغة مساحتها مليونين و149 ألف و690، وربع مساحة مصر البالغة، نحو مليون كيلومتر مربع، وجزء من الكويت البالغة مساحتها 17 ألفا و818 كيلومترا مربعا.

الجزيرة

مشاركة المقال: