الأحد, 28 سبتمبر 2025 07:09 PM

خسائر مزارعي درعا: تشقق الرمان يجبرهم على البيع بأسعار زهيدة

خسائر مزارعي درعا: تشقق الرمان يجبرهم على البيع بأسعار زهيدة

درعا – محجوب الحشيش: تكبد مزارعو الرمان في ريف درعا الغربي خسائر مالية فادحة نتيجة لظاهرة تشقق المحصول المبكر، مما اضطرهم لبيعه بأسعار بخسة لتجار معامل العصير. يعزو المزارعون أسباب التشقق إلى نقص مياه الري بسبب انخفاض منسوب المياه في الريف الغربي، بالإضافة إلى زيادة حمل الأشجار والتغيرات المناخية التي تشهد تباينًا بين برودة الليل وارتفاع حرارة النهار.

وصل سعر الكيلو الواحد من الرمان المتشقق إلى 700 ليرة سورية، في حين يبلغ سعر الكيلو من الرمان غير المتشقق 6000 ليرة سورية (ما يعادل نصف دولار أمريكي). يقوم بعض التجار بشراء الرمان المتشقق وتصديره إلى العاصمة دمشق، حيث يتم بيعه لمعامل العصير وصناعة دبس الرمان.

خسائر بالملايين

أحمد الحشيش، وهو مزارع يمتلك 20 دونمًا من الرمان (الدونم الواحد يساوي 1000 متر مربع)، صرح بأن خسائره تقدر بحوالي 400 مليون ليرة سورية (ما يعادل حوالي 36,000 دولار أمريكي)، مقارنة بإنتاج موسمه في العام الماضي. أنتج أحمد في الموسم الماضي 80 طنًا من الرمان، بينما لم يتجاوز إنتاجه لهذا الموسم عشرة أطنان، وقد باع الجزء الأكبر من إنتاجه لتجار الرمان المتشقق بسعر 700 ليرة سورية للكيلو الواحد. يعزو أحمد هذه الخسارة إلى تشقق ثمار الرمان بنسبة تتجاوز 80% من المحصول، وذلك نتيجة للتغيرات في مواعيد السقاية. يضيف أن البئر التي كان يعتمد عليها في ري محصوله قد جفت في بداية الموسم، مما أدى إلى تأخر سقايته لمدة تزيد عن شهرين. من المتعارف عليه بين المزارعين أن سقاية محصول الرمان تتم مرة واحدة كل 20 يومًا تقريبًا، ويحرصون على الالتزام بمواعيد ثابتة لتجنب تشقق الثمار.

من جانبه، خسر سليمان البرازي نصف موسمه بسبب تشقق نصف الثمار لديه، مما اضطره لبيع المحصول لتجار العصير أيضًا. يمتلك سليمان مزرعة رمان تبلغ مساحتها 14 دونمًا، وقد بلغ إنتاجها في الموسم الماضي 60 طنًا، بينما لم يتجاوز إنتاجها في الموسم الحالي 30 طنًا. وأشار سليمان إلى أن بيع الرمان بهذا السعر يهدف إلى التعويض وتأمين المصروف اليومي، إلا أن سعر الرمان المتشقق لا يقارن بسعر الرمان السليم.

جفاف الآبار أثر في الري

في الموسم الحالي، امتدت مواعيد السقاية إلى 45 يومًا، بينما كانت تتم كل 15 يومًا في الموسم السابق، وفقًا للمزارع سليمان البرازي. اضطر سليمان إلى استجرار المياه من قرية مجاورة تبعد حوالي كيلومترين، وتصل تكلفة الساعة الواحدة إلى 100,000 ليرة سورية (أكثر من تسعة دولارات أمريكية)، مما يشكل تكلفة مالية إضافية تقلل من أرباحه المتوقعة. تركزت المساحات المتضررة بتشقق الرمان في ريف درعا الغربي، وتحديدًا في قرى زيزون وتل شهاب والعجمي وبعض قرى حوض اليرموك. وأكد سليمان أن قلة الري كانت السبب الرئيسي في خسارته، في حين اعتبر الأسباب الأخرى ثانوية ولا تؤثر على المحصول إلا بنسب قليلة. يذكر أن معظم الآبار في ريف درعا الغربي قد جفت بعد تراجع منسوبها في نهاية الموسم الماضي.

أفاد المزارع أحمد الحشيش، في حديثه مع عنب بلدي، بأن بئره جفت في بداية أيار الماضي، ولم يكن يتوقع جفافها مبكرًا، حيث كان منسوبها ينخفض عادة في شهر آب خلال السنوات الماضية. لجأ بعض المزارعين إلى تعميق الآبار إلى 350 مترًا بحثًا عن المياه لإنقاذ محاصيلهم. بالإضافة إلى ذلك، جفت ينابيع عيون الساخنة وعيون العبد وزيزون والمزيريب وعين ذكر والصافوقية، والتي تعتبر مصادر مياه للشرب ويستخدم الفائض منها في الزراعة.

أسباب التشقق

أوضح المهندس الزراعي كمال الزعبي، صاحب صيدلية زراعية في بلدة المزيريب بريف درعا الغربي، أن أسباب تشقق الرمان تعود إلى عدة عوامل، أهمها عدم انتظام ري الرمان. وأكد على ضرورة التزام المزارعين بمواعيد محددة ومنتظمة للري. كما أشار إلى أهمية إشباع المحصول بالماء بعد فترة العطش، وذلك من خلال ري سريع ثم ري متوسط الإشباع ثم ري معتاد، حتى تتأقلم الشجرة مع وضعها الطبيعي في السقاية. ومن الأسباب الأخرى، بحسب الزعبي، نقص الكالسيوم، داعيًا المزارعين إلى رش المحصول بالكالسيوم وتغذية الأرض بأسمدة تحتوي على الكالسيوم. بالإضافة إلى ذلك، يؤدي الحمل الزائد إلى التشقق، ويعتمد ذلك على أصول التقليم، وهي مرحلة قص الأغصان في بداية الموسم والتخلي عن الثمار الزائدة بعد انتهاء عقد الأزهار. وأكد على أن الحمل يجب ألا يتعدى 100 كيلو من الثمار على الشجرة الواحدة. وأضاف الزعبي أن التغيرات في درجات الحرارة بين برودة الليل وحرارة النهار تعتبر سببًا إضافيًا لتشقق ثمار الرمان.

33 ألف طن إنتاج الموسم

من المتوقع أن يبلغ إنتاج محافظة درعا من الرمان هذا الموسم 33 ألف طن، وفقًا لما ذكره مدير دائرة الاقتصاد والتخطيط في مديرية زراعة درعا، حسن الأحمد، لعنب بلدي. يبلغ عدد الأشجار في المحافظة 1.1 مليون شجرة على مساحة تصل إلى 1850 هكتارًا. تتركز معظم المساحة المزروعة في ناحية المزيريب، التي تضم طفس وتل شهاب وزيزون والعجمي وخربة قيس واليادوة، بحسب الأحمد.

مشاركة المقال: