أثار تصريح رئيس الهيئة العامة للطيران المدني، “عمر الحصري”، عن خطة طموحة لتطوير قطاع الطيران السوري، تتضمن توسيع الطاقة التشغيلية لتتجاوز 5 ملايين مسافر وتوفير نحو مليون فرصة عمل في مجالات التعليم والتدريب والسياحة المرتبطة بالنقل الجوي، جدلاً واسعاً بين السوريين.
ففي حين رأى البعض في تصريح “الحصري” فرصة لتحقيق الازدهار وإيجاد فرص عمل جيدة، شكك آخرون في إمكانية تحقيق هذه الخطة على أرض الواقع. مدير المركز السوري للعدالة والمساءلة، “محمد العبد الله”، قارن بين الولايات المتحدة، التي يبلغ عدد سكانها 340 مليون نسمة ولديها 485 مطاراً ويعمل في مطاراتها مليون و200 ألف موظف، وبين سوريا، متسائلاً عن كيفية توظيف قطاع الطيران السوري نفس العدد من الموظفين.
كما أشار “العبد الله” إلى الوعود بتحويل مطار دمشق الدولي لتصبح قدرته الاستيعابية 30 مليون مسافر سنوياً، مؤكداً أن ذلك يتطلب تحويل سوريا لعقدة ترانزيت إقليمية ومنافسة حادة مع الخطوط التركية والقطرية والإماراتية والسعودية والأردنية، بالإضافة إلى توفير الأمن والبنية التحتية المناسبة وجودة الخدمة العالية. وأضاف أن أسطول الخطوط التركية للطيران يضم 407 طائرات، بينما لا تملك سوريا سوى 13 طائرة، نصفها بحاجة إلى صيانة شاملة.
من جهته، قارن الصحفي المقيم في اسطنبول التركية، “ثائر حاج حمدان”، بين عدد العاملين في الخطوط الجوية التركية البالغ 33450 عاملاً وعاملة، وبين تصريح “الحصري”، معتبراً إياه مثالاً على التصريحات الحكومية التي تفتقد للمصداقية والخطة السياسية الواضحة. كما قارن الصحفي “ياسين السويحة” بين سوريا وألمانيا، مشيراً إلى أن ألمانيا، التي يزيد عدد سكانها بثلاثة أضعاف عن سوريا، توظف 120 ألف موظف في قطاع الطيران المدني والعسكري والفضائي.
وختاماً، يبدو أن خطة تطوير قطاع الطيران السوري لا تزال تواجه تحديات كبيرة، تتعلق بتمويل الخطة وتوفير الطائرات الصالحة وتجهيز المطارات، بالإضافة إلى ضرورة وجود دراسات جدوى اقتصادية وعمرانية وبيئية واضحة.