كشفت وسائل إعلام أميركية وإسرائيلية عن تفاصيل خطة الرئيس دونالد ترامب، التي تتألف من 21 نقطة، والرامية إلى إنهاء الحرب الدائرة في قطاع غزة، بالإضافة إلى تهيئة الظروف المناسبة لإقامة دولة فلسطينية مستقبلية، وذلك في ظل استمرار القصف الإسرائيلي.
أعلنت وزارة الصحة في غزة عن "ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 65,926 شهيداً و 167,783 مصاباً منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023"، وأشارت إلى أن "مستشفيات القطاع استقبلت 77 شهيداً و 265 مصاباً خلال الساعات الـ24 الماضية".
أوضحت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أنه قد جرى مؤخراً مشاركة الخطة مع عدد من الدول العربية والإسلامية، وذلك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وتشير الصحيفة إلى أن الخطة تشجع الفلسطينيين على البقاء في غزة، وهو ما يمثل تحولاً ملحوظاً في موقف إدارة ترامب، التي أثارت جدلاً واسعاً في العام الماضي عندما تحدث الرئيس ترامب عن نية واشنطن في السيطرة على القطاع وإعادة توطين سكانه في الخارج.
تتضمن الخطة مجموعة من الإجراءات السياسية والاقتصادية والأمنية، من بينها وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية، وتبادل الأسرى، وتشكيل حكومة انتقالية فلسطينية، وإعادة إعمار شاملة للقطاع، بالإضافة إلى خطوات تمهد الطريق نحو إقامة دولة فلسطينية.
وتضيف "تايمز أوف إسرائيل" أنه على الرغم من أن بعض بنود الخطة قد تبدو جذابة للفلسطينيين، خاصة تلك المتعلقة بإعادة الإعمار والدولة المستقبلية، إلا أنها تتضمن في المقابل شروطاً صعبة، وعلى رأسها نزع سلاح حماس واستبعادها من الحكم، وهو الأمر الذي قد يجعل قبول الخطة أمراً صعباً.
من المتوقع أن تثير البنود المتعلقة بإقامة دولة فلسطينية معارضة شديدة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ما هي النقاط الـ21 في الخطة؟
- جعل غزة منطقة خالية من "التطرف والإرهاب".
- إعادة إعمار غزة.
- بعد موافقة الطرفين على الخطة، تنتهي الحرب فوراً، وتتوقف العمليات الإسرائيلية وتبدأ الانسحاب التدريجي من غزة.
- خلال 48 ساعة من قبول إسرائيل العلني للاتفاق، يعاد جميع الرهائن الأحياء وجثامين القتلى.
- بعد إعادة الرهائن، تطلق إسرائيل سراح مئات من السجناء الفلسطينيين المحكومين بالسجن مدى الحياة، وأكثر من 1000 معتقل من غزة منذ بداية الحرب، بالإضافة إلى تسليم جثامين مئات الفلسطينيين.
- عفو مشروط لعناصر حماس والتسهيل لمن يرغب في المغادرة.
- تدفق المساعدات إلى غزة، بما لا يقل عن المعدلات المنصوص عليها في اتفاق تبادل الرهائن في يناير 2025 (600 شاحنة يومياً)، مع إعادة تأهيل البنية التحتية ودخول معدات إزالة الأنقاض.
- توزع المساعدات من قبل الأمم المتحدة والهلال الأحمر ومنظمات دولية محايدة، دون تدخل من أي طرف.
- إدارة غزة من قبل حكومة انتقالية مؤقتة مكونة من تكنوقراط فلسطينيين، بإشراف هيئة دولية جديدة تقودها واشنطن بالتعاون مع شركاء عرب وأوروبيين، حتى تستكمل إصلاحات السلطة الفلسطينية.
- صياغة خطة اقتصادية لإعادة بناء غزة.
- إنشاء منطقة اقتصادية بضرائب ورسوم مخفضة.
- عدم التهجير القسري للفلسطينيين.
- منع حماس من الحكم ونزع سلاحها.
- تقديم ضمانات أمنية من دول إقليمية لضمان التزام جميع الأطراف.
- تشكيل قوة استقرار دولية مؤقتة بقيادة أميركية وعربية، للإشراف على الأمن وتدريب شرطة فلسطينية محلية.
- انسحاب تدريجي للجيش الإسرائيلي.
- إمكانية تنفيذ جزئي للخطة في حال رفض حماس.
- تلتزم إسرائيل بعدم شن ضربات في قطر.
- إطلاق برامج لتفكيك الفكر المتطرف.
- فتح مسار نحو دولة فلسطينية مستقبلية.
- إطلاق حوار سياسي بين إسرائيل والفلسطينيين.
قصف وضحايا…
قتل 48 فلسطينياً في أنحاء قطاع غزة منذ فجر اليوم السبت، مع استمرار الغارات المكثّفة وعمليات نسف المنازل من قبل القوات الإسرائيلية.
في مدينة غزة، أفاد مصدر في الإسعاف والطوارئ بوصول عدد من المصابين إلى مستشفى الشفاء، عقب قصف الطائرات الحربية منزلاً مكوّناً من 5 طوابق في منطقة الميناء غرب المدينة، ما أدّى إلى تدميره بالكامل بعد إخلائه، وإصابة عدد من المارّة في المكان.
ولفت مصدر طبي في مستشفى الشفاء إلى "استشهاد مواطن وإصابة آخرين، جراء قصف لطائرات الاحتلال استهدف نازحين على شارع الرشيد الساحلي غرب المدينة".
وفي وسط القطاع، ذكر مصدر طبي في مستشفى شهداء الأقصى لوكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) بـ"استشهاد مواطن وإصابة عدد من آخرين عقب قصف استهدف مواطنين وسط مدينة دير البلح، فيما ذكرت مصادر محلية أن الصحافي محمد الداية ارتقى شهيدا إثر قصف خيمة للنازحين في المنطقة ذاتها".
وفي جنوب القطاع، أصيب عدد من المواطنين جراء استهداف إسرائيل شارع المدرسة في حي الأمل شمال غربي مدينة خان يونس.
وأشار مستشفى العودة إلى "وصول 4 شهداء بينهم طفلين وإصابة جراء استهداف الاحتلال الإسرائيلي تجمّع للمواطنين في منطقة شارع جولس شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وشهيد و10 إصابات جراء استهداف الاحتلال الإسرائيلي تجمّعات للمواطنين بالقرب من نقطة توزيع المساعدات على شارع صلاح الدين جنوب منطقة وادي غزة وسط القطاع".
بدوره، أعلن مجمع ناصر الطبي بـ"سقوط إصابات بقصف إسرائيلي على منطقة بطن السمين جنوبي مدينة خان يونس، وشهيدين من طالبي المساعدات بنيران قوات الاحتلال جنوبي مدينة خان يونس".
ووفقاً لـ"وفا"، "استشهد 3 مواطنين وأصيب آخرون من منتظري المساعدات برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي قرب منطقة نتساريم وسط قطاع غزة، واستشهد مواطن برصاص طائرة مسيّرة (كواد كوبتر) بحي الشجاعية شرق مدينة غزة. واستشهد 3 مواطنين بينهم طفلان وإصابات بغارة من مسيّرة إسرائيلية شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزة".
أمس الجمعة، أعلنت منظمة "أطباء بلا حدود" تعليق أنشطتها الطبية في مدينة غزة، بسبب تكثيف الهجمات الإسرائيلية الذي جعل استمرار عملها "غير ممكن".
وقالت المنظّمة إن عياداتها باتت محاصرة من قبل القوات الإسرائيلية، ما أجبرها على تعليق الخدمات رغم "الاحتياجات الإنسانية الهائلة".
وأكّدت أن الهجمات الإسرائيلية المتزايدة شكّلت خطراً مباشراً على طواقمها الطبية، وأنها اضطرت إلى وقف عملياتها عقب تدهور الوضع الأمني إلى مستويات غير مقبولة.