الثلاثاء, 9 سبتمبر 2025 05:04 PM

دراسة تكشف: شرب الماء يحمي من الإجهاد النفسي وتأثيراته السلبية

دراسة تكشف: شرب الماء يحمي من الإجهاد النفسي وتأثيراته السلبية

يؤدي الماء دورًا حيويًا في تنظيم وظائف الجسم المختلفة. وترتبط كمية السوائل المستهلكة بحالة الترطيب واستجابة الجسم للتوتر عند التعرض لأحداث مجهدة. تشير الإحصائيات إلى أن معظم البالغين لا يستهلكون الكميات اليومية الموصى بها من قبل منظمات الصحة العامة الأمريكية (2.5 لتر للرجال وليتران للنساء)، مما يؤدي إلى نقص في الترطيب يظهر في ارتفاع تركيز البول وانخفاض حجمه.

ربطت الدراسات الوبائية بين قلة تناول السوائل وزيادة خطر الإصابة بأمراض الكلى والقلب والأوعية الدموية والأيض. كما أن قلة تناول الماء المزمنة تزيد من خطر الإصابة بالأمراض من خلال رفع مستويات الهرمونات المنظمة للماء، مثل "أرجينين فاسوبريسين" وبديله "كوببتين"، الذي ينظم الجلوكوز ووظائف الكلى. بالإضافة إلى دوره في تنظيم توازن الماء في الجسم، ينشط "كوببتين" محور الوطاء-الغدة النخامية-الكظرية، عن طريق تحفيز إفراز هرمون قشر الكظر، مما يعزز إفراز هرمون التوتر (الكورتيزول).

وفقًا لدراسة قدمتها "الجمعية الفسيولوجية الأمريكية" وأجراها باحثون من جامعة "باث" البريطانية، فإن الأفراد الذين يتناولون كميات قليلة من السوائل ويعانون من ترطيب غير مثالي يظهرون تفاعلًا أكبر لاستجابة الكورتيزول للإجهاد النفسي والاجتماعي الحاد، مقارنة بمن يتناولون كميات أكبر من السوائل ويتمتعون بترطيب أفضل.

تفاصيل الدراسة

قام الباحثون بتقسيم 32 شابًا وشابة أصحاء إلى مجموعتين: الأولى اعتادت شرب كميات قليلة من السوائل (حوالي 1.3 لتر يوميًا)، والثانية شربت كميات كبيرة نسبيًا (حوالي 4.4 لتر يوميًا). تابع الباحثون على مدار أسبوع كمية المياه والسوائل التي يشربها المشاركون، وقيموا حالة الترطيب لديهم عبر فحوص البول. وفي اليوم الأخير، خضع الجميع لاختبار نفسي يسمى "اختبار الإجهاد الاجتماعي"، يتضمن مقابلة عمل وهمية وحل مسائل حسابية أمام لجنة، وهو اختبار مصمم لإثارة الضغط النفسي.

نتائج توصلت إليها الدراسة:

حالة الترطيب

أظهرت المجموعة التي تشرب كميات قليلة من الماء بولًا أكثر تركيزًا وأغمق لونًا، مع مستويات أعلى من هرمون "كوببتين"، مما يشير إلى ترطيب ضعيف. لم يبدُ عليهم عطش أكبر من غيرهم، ما يدل على أن الجسم قادر على التكيف مؤقتًا عبر الكلى، ولكن بثمن بيولوجي غير ظاهر فورًا.

الاستجابة للتوتر

شعر جميع المشاركين بالقلق وارتفعت لديهم ضربات القلب في أثناء الاختبار، لكن الفارق الكبير كان في هرمون التوتر. في المجموعة التي تشرب كميات قليلة من الماء، ارتفع كورتيزول اللعاب بشكل واضح بعد التعرض للضغط. أما في المجموعة التي تشرب كميات كبيرة من الماء، فلم يسجل الكورتيزول أي تغير يذكر. ووجد الباحثون أنه كلما كان البول أكثر تركيزًا وأغمق لونًا صباح يوم الاختبار، كانت استجابة الكورتيزول للتوتر أقوى.

كما أظهرت النتائج رابطًا مباشرًا بين نقص شرب الماء وزيادة شدة الاستجابة الهرمونية للتوتر، إذ إن من يشربون أقل لا يختلفون نفسيًا في إحساسهم بالقلق عن غيرهم، لكن أجسامهم تبالغ في إفراز الكورتيزول، وهذه المبالغة قد تكون ضارة على المدى الطويل، لأن ارتفاع الكورتيزول المتكرر يرتبط بتسارع شيخوخة الخلايا، وبأمراض القلب والسكري والسمنة وضعف جهاز المناعة.

توصيات

  • شرب ما يكفي من المياه يوميًا لتجنب زيادة استجابة الجسم للتوتر.
  • مراقبة لون البول، فكلما كان داكنًا كانت هناك حاجة أكبر لشرب المزيد من المياه.
  • توفير مياه كافية في بيئات العمل والدراسة لتقليل آثار التوتر الاجتماعي.

تضمنت الدراسة تحذيرًا حول محدودية العدد الذي طُبقت عليه، وحالتهم الصحية، وبالتالي قد تختلف الاستجابة لدى مرضى الكلى أو القلب أو من لديهم مشكلات في تنظيم السوائل.

مشاركة المقال: