الأربعاء, 26 نوفمبر 2025 05:57 AM

دمشق تطلق أسبوع التوحد العلمي لتدريب الكوادر السورية على أحدث أساليب العلاج

دمشق تطلق أسبوع التوحد العلمي لتدريب الكوادر السورية على أحدث أساليب العلاج

انطلقت في دمشق فعاليات الأسبوع العلمي للتوحد، بتنظيم من بالتعاون مع جامعة دمشق، تحت عنوان "تحليل السلوك التطبيقي". يشارك في الفعاليات طلاب من كليات التربية والعلوم الصحية، بالإضافة إلى اختصاصيين من الجمعيات والمعاهد والمراكز العامة والخاصة العاملة مع الأطفال ذوي التوحد. تجري الفعاليات في مبنى وحدة الإرشاد الجمعي والدعم النفسي في رئاسة جامعة دمشق.

يستمر الأسبوع العلمي حتى الـ 30 من شهر تشرين الثاني الجاري، بمشاركة نحو 80 متدرباً من مختلف المحافظات. يهدف الأسبوع إلى التعريف بأهمية امتلاك مهارة تحليل السلوك التطبيقي في علاج أطفال التوحد، وتطوير مهارات ورفع كفاءة الكوادر العاملة في هذا المجال، لتمكينهم من مواكبة أحدث الممارسات العلاجية والتربوية، والتعامل العلمي المدروس مع الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد.

أوضح مدير وحدة الإرشاد الجامعي والدعم النفسي في جامعة دمشق، الدكتور مازن الشماط، في تصريحات لـ سانا، أن هذا النشاط يأتي ضمن برنامج عالمي لتدريب الكوادر المحلية، وهو الدورة الثانية التي تطلق في جامعة دمشق بعد الدورة التي أطلقت في حزيران الماضي. وأشار إلى أن الجديد في هذه الدورة هو مشاركة متدربين من كل المحافظات وأعضاء من الهيئة التعليمية في جامعة دمشق. وأكد الشماط على أهمية البرنامج التدريبي، معتبراً أن "تحليل السلوك التطبيقي" مهارة ضرورية للعاملين في الميدان النفسي والتربية الخاصة، وفي التعامل مع الحالات على أرض الواقع.

من جانبه، أشار منسق مشروع التوحد في منظمة "سامز"، الدكتور وسام سقباني، إلى أن الأسبوع العلمي والتدريب المصاحب له يمثل بداية ولبنة أساسية لمشاريع التوحد في سوريا التي تعمل عليها المنظمة منذ أشهر، والتي ستتوج بإطلاق "أكاديمية سامز للتوحد" في بداية شهر كانون الأول القادم. وأوضح سقباني أن التدريب المقدم هو مدخل إلى التحليل السلوكي التطبيقي الـ ABA، وهو نوع من العلاج السلوكي لأطفال التوحد، ويمتد لخمسة أيام. سيحصل المتدربون في ختام الورشة على شهادة إتمام معتمدة للتحليل السلوكي التطبيقي، مثمناً جهود منظمة "سامز" التي أمنت الإقامة وتكفلت بالمسكن للمشاركين القادمين من المحافظات.

بينت الاختصاصية في اضطرابات طيف التوحد والتحليل السلوكي التطبيقي (ABA)، الدكتورة شادن قصار، أن البرنامج المعتمد يتضمن 40 ساعة تدريبية، بهدف رفع مستوى الوعي وتطوير مهارات الكوادر السورية العاملة في مجال التوحد، ورفع مستوى كفاءتها لتكون قادرة على مواكبة أحدث الممارسات العلاجية والتربوية. يتم ذلك عبر تزويد الكوادر بأحدث المعارف المتعلقة بتشخيص اضطراب طيف التوحد وأساليب التدخل والعلاج، ولا سيما المستندة إلى منهجية التحليل السلوكي التطبيقي، وتمكينها من التعامل العلمي المدروس مع الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد، مما يسهم في تحسين الخدمات المقدمة لهم ودعم أسرهم.

عبّر عدد من الطلاب المشاركين في الورشة عن أهمية هذا التدريب في تعزيز خبراتهم العملية. أوضحت الطالبة لازورد الخضراء أن الورشة قدمت فائدة واضحة نظراً لارتباطها مع اختصاصها بالتعامل مع العديد من حالات التوحد، معربةً عن رغبتها في استمرار مثل هذه الدورات وتوسّعها. وأكد الطالب عمر البني أن الجانب التطبيقي الذي تطرحه الورشة يشكل محوراً أساسياً في تأهيل الطلاب المهني، وهي تشكل فرصة لتعزيز معرفتهم وقدرتهم على خدمة الأطفال والحالات التي سيتعاملون معها مستقبلاً.

يُذكر أن اضطراب طيف التوحد هو اضطراب نمائي عصبي يؤثر في كيفية تفاعل الشخص مع الآخرين، ويظهر الأفراد المصابون به اختلافات في المهارات الاجتماعية واللغوية وسلوكيات مقيدة ومتكررة. تظهر أعراضه عادةً في مرحلة الطفولة المبكرة، ويمكن للتشخيص المبكر والعلاجات السلوكية المنظمة أن تحسن حياة الأفراد المصابين.

مشاركة المقال: