تسبب إغلاق المعابر النهرية على امتداد نهر الفرات في دير الزور، والاقتصار على معبر الجسر الترابي الوحيد، في معاناة كبيرة لسكان المحافظة، خاصة خلال فترة امتحانات الثانوية العامة. يؤثر هذا الوضع على جوانب الحياة المختلفة، من التنقل إلى الأعباء الاقتصادية والنفسية.
تربط المعابر النهرية مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) ومناطق سيطرة الحكومة السورية. في كل بلدة وقرية، يوجد معبر نهري يستخدمه الأهالي، مثل الصبحة والبصيرة والبريد والشنان ودرنج في شرق الفرات، والبوليل والزباري والميادين والعشارة في الغرب.
دعا أهالي دير الزور إلى إعادة فتح المعابر النهرية المغلقة وصيانة الجسور الحالية، لتخفيف الضغط على معبر الجسر الترابي، وتسهيل حركة الأفراد والبضائع، ودعم النشاط التجاري، وتخفيف المعاناة اليومية.
سباق مع الزمن والمسافة
تزداد المشكلة على طلاب الثانوية العامة، حيث يؤدي ازدحام الجسر الترابي إلى تأخرهم عن الامتحانات. وبحسب معلومات من مديرية امتحانات دير الزور، فإن 35% من الطلاب هم من مناطق سيطرة "قسد".
مراد الشاطر، طالب في الثانوية، ذكر أنه خرج من بلدة الباغوز (الخاضعة لسيطرة "قسد") فجرًا للوصول إلى مركز الامتحان في الميادين (الخاضعة لسيطرة الحكومة)، واستغرق الطريق ثلاث ساعات بدلًا من ساعة واحدة، مع ارتفاع التكاليف المادية. وأكد والده، شاطر الشاطر، أنهم يدفعون أضعاف تكلفة المواصلات لضمان وصول ابنه في الوقت المحدد.
يُعدّ معبر الجسر الترابي الشريان الوحيد للعبور بين ضفتي الفرات في دير الزور، بعد إغلاق أكثر من 16 معبرًا، وفقًا لمصدر في جهاز الأمن الداخلي. يضطر المواطنون لدفع مبالغ باهظة للوصول إلى وجهاتهم، مع صعوبة الوصول إلى الخدمات الأساسية.
أضرار معنوية للطلاب
الانتظار الطويل والعبور الشاق يتسببان في إرهاق الطلاب قبل الامتحان، مما يؤثر على تركيزهم. فاطمة السالم، طالبة في الثانوية من البصيرة، قالت إنها تشعر بالإرهاق قبل الامتحان بسبب طول الطريق.
انعكاسات اقتصادية سلبية
تؤثر إعاقة حركة البضائع على القطاع التجاري والاقتصادي، مما يؤدي إلى ارتفاع تكاليف الشحن وزيادة الأسعار. عامر السراي، تاجر ألبسة، أوضح أن المعابر غير الشرعية كانت أوفر، وبعد إغلاق المعابر، سيدفع التاجر 250 دولارًا عند الدخول إلى مناطق "قسد".
الجسور.. مشكلة قديمة
وثقت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" 29 حادثة اعتداء على جسور المحافظة منذ عام 2011 وحتى آذار 2017، نُسبت إلى قوات النظام السوري، و"التحالف الدولي"، و"التنظيمات المتشددة"، والقوات الروسية، وجهات مجهولة.