الثلاثاء, 2 سبتمبر 2025 11:26 AM

ذعر في حماة من تداول حذف الأصفار يدفع المواطنين لشراء الذهب

ذعر في حماة من تداول حذف الأصفار يدفع المواطنين لشراء الذهب

شهدت مدينة حماة ومناطق أخرى زيادة في إقبال المواطنين على شراء الذهب مؤخرًا، وذلك عقب إعلان الحكومة عن نيتها في طرح عملة وطنية جديدة مع حذف صفرين منها. ويعزى هذا الإقبال إلى تخوف المواطنين على مدخراتهم من فقدان قيمتها، أو لعدم ثقتهم بإمكانية تداول العملة الجديدة أو استبدالها في المصارف.

أفاد عدد من المواطنين، معظمهم من أصحاب المدخرات الصغيرة التي لا تتجاوز عشرة ملايين ليرة سورية، بأنهم قاموا بشراء مشغولات ذهبية للحفاظ على قيمة مدخراتهم وتجنب خسارتها عند استبدال العملة. وأوضح آخرون أنهم فضلوا شراء ليرات ذهبية، معتبرين إياها الخيار الأفضل والأكثر قيمة، حيث لا تتعرض لخسارة كبيرة عند بيعها، بحسب تعبير أبو محمود، وهو موظف ادخر نحو 10 ملايين ليرة تحسبًا لأيام الشدة أو لظرف صحي طارئ.

من جهتها، ذكرت ميساء، وهي معلمة متقاعدة، أنها اشترت ذهبًا مستعملاً أو ما يعرف بالذهب الكسر بنحو 8 ملايين ليرة، مبررة ذلك بأن الذهب أكثر بقاءً من النقود ويحافظ على قيمته، بغض النظر عن عدد الأصفار التي سيتم حذفها من العملة النقدية الجديدة التي تعتزم الحكومة طرحها.

وفي السياق ذاته، أوضح عدد من الصاغة لـ«الوطن» أن المواطنين يقبلون بالفعل على شراء الليرات الذهبية والمصاغ المكسور، كخواتم وأساور وأطواق وغيرها من القطع التي يتراوح وزنها ما بين 6 و 20 غرامًا. وأشاروا إلى أن هذه الظاهرة كانت موجودة سابقًا، إلا أنها لم تكن بهذا الزخم الذي تشهده الفترة الحالية.

وحول هذه الظاهرة، ورداً على أسئلة «الوطن» لطمأنة الناس، أوضح مدير المصرف العقاري بحماة وصاحب الخبرة المصرفية الطويلة أدمون حنا، أنه في ظل الحديث المتداول عن احتمال حذف صفرين من العملة السورية، يتصاعد القلق بين الناس، ويزداد التهافت على الذهب والدولار خشية من فقدان القيمة أو الدخول في أزمة جديدة. وأضاف أن الخوف ليس ضعفاً، بل هو انعكاس لذاكرة مثقلة بالتجارب المريرة.

وأكد حنا أن حذف الأصفار من العملة هو إجراء تقني يُستخدم في دول عديدة لتبسيط الحسابات وتسهيل التعاملات اليومية، ولا يعني بالضرورة انهياراً اقتصادياً ولا يُفقد الناس مدخراتهم، بل يُعيد ترتيب الأرقام من دون المساس بالقيمة الفعلية. وأشار إلى أن ربطة الخبز التي كانت تُباع بـ 4000 ليرة، ستباع بـ 40 ليرة، لكن سعرها سيبقى كما هو.

وشدد على أن نجاح هذا الإجراء يعتمد على السياسات المصاحبة له، من إصلاح اقتصادي حقيقي وشفافية في التسعير وحماية للطبقات الفقيرة من جشع السوق. ودعا إلى التفكير بعقلانية وعدم الذعر، مؤكداً أن التهافت على الذهب والدولار قد يبدو ملاذاً آمناً، لكنه يخلق أزمة وهمية ويُضعف قدرة المجتمع على الصمود الجماعي. وأضاف أن هناك أصدقاء كثيرين داعمون لسوريا اقتصاديا، وأن استمرار دعمهم والآفاق الاقتصادية الواعدة والاستثمارات المزمع تنفيذها من مستثمرين سوريين وعرب وغيرهم بعد رفع العقوبات تضمن استقرار العملة السورية.

حماة- محمد أحمد خبازي

مشاركة المقال: