عنب بلدي – لمى دياب – أعلن رئيس اتحاد كرة السلة السورية الجديد عن طموحات كبيرة لتطوير اللعبة، مؤكدًا على أهمية اللاعبين المحترفين الأجانب لرفع مستوى الدوري. في حوار خاص مع عنب بلدي، كشف محمد رامي عيسى، رئيس الاتحاد، عن رؤيته الإصلاحية الشاملة التي تتضمن إعادة بناء المنظومة التنظيمية والفنية.
أوضح عيسى، الذي انتخب رئيسًا للاتحاد من قبل الجمعية العمومية، أن المرحلة السابقة شهدت تحديات أثرت على أداء اللعبة، لكنها كانت ضرورية لتحديد نقاط الضعف والعمل على تجاوزها. وقد حصل عيسى على 27 صوتًا في الانتخابات، مقابل 11 صوتًا للمرشح مازن أبو سعدى، وصوت واحد للمرشح خلدون عبد الهادي. وبلغ عدد أعضاء الجمعية العمومية لاتحاد كرة السلة 39 عضوًا، وانتخبت الجمعية أيضًا الأعضاء الجدد للاتحاد وهم: رولا جبري، جيسي دكرمنجي، عمار جمال الدين، عبد الكريم فاخوري، محمد أشتر، ومهند حمادة.
فرصة لـ"صفحة جديدة"
يرى رامي عيسى أن هناك فرصة حقيقية لفتح صفحة جديدة تعتمد على التخطيط العلمي والعمل الجماعي لاستعادة مكانة كرة السلة السورية. وأشار إلى أن الخطوة الأولى هي إعادة بناء المنظومة التنظيمية والفنية للعبة من الداخل، من خلال:
- وضع رؤية واضحة.
- وجود هيكل تنظيمي فعّال.
- تشكيل لجان مختصة لكل قطاع.
- إشراك خبرات سورية محلية ومغتربة ضمن مجلس استشاري أعلى لدعم قرارات الاتحاد.
واعتبر عيسى أن هذه الخطوات تمثل "القاعدة الصلبة" والشرط الأساسي لأي تطوير فني أو جماهيري.
خطة متكاملة للإصلاح الداخلي
أعد رئيس الاتحاد برنامجًا متكاملًا "واضح المعالم" يقوم على ثلاثة محاور رئيسة، وهي:
- تأهيل البنية التنظيمية: تطوير اللوائح والبنية الإدارية ونظم التعاقدات والتراخيص.
- رعاية وتطوير المواهب: مشروع الجيل الذهبي، وإنشاء قاعدة بيانات للمواهب داخل سوريا وخارجها، وبرامج فردية للاعبين الموهوبين.
- رفع التنافسية والجماهيرية: تحسين جودة الدوري، وجذب الرعاة والإعلام، وتفعيل العلاقة مع الجمهور.
وأكد عيسى أن هذا البرنامج عملي ومقسم إلى مراحل واضحة بجدول زمني، وأن الاهتمام بالفئات العمرية هو الركيزة الأساسية في البرنامج الانتخابي. سيتم إطلاق مشروع وطني لاكتشاف وتطوير المواهب من المدارس والأكاديميات والأندية، مع إنشاء أكاديمية وطنية للناشئين، وبرامج تدريبية موحدة للمدربين، وضمان رعاية شاملة للاعبين الصغار من النواحي البدنية والنفسية والتعليمية.
تطوير مدروس للدوري
أوضح رئيس اتحاد السلة الجديد أنه ستتم دراسة شاملة لنظام الدوري السوري بالتعاون مع الأندية واللجان الفنية، بهدف رفع المستوى التنافسي وزيادة الاستقرار المالي والتنظيمي، وأي تعديل سيكون تدريجيًا ومدروسًا وبتوافق جماعي. وأشار إلى أن السماح باللاعبين الأجانب سيكون أساسيًا إذا أردنا دوريًا جميلًا وممتعًا، مع إعطاء الأولوية لبناء قاعدة محلية قوية من اللاعبين السوريين في المسابقات الأخرى. وشدد على أن وجود اللاعبين الأجانب يجب أن يضيف قيمة حقيقية للتنافس، وليس أن يعوق تطور اللاعبين المحليين.
وفيما يتعلق بالأداء السلبي في بطولة آسيا الأخيرة، أكد عيسى أنه سيتم إجراء تقييم شامل للجهاز الفني والإداري واللاعبين بكل شفافية وموضوعية، وأن أي مدرب أجنبي يجب أن يكون قادرًا على بناء مشروع طويل الأمد، مع إعطاء الفرصة لدمج عناصر شابة جديدة ضمن خطة إحلال تدريجي.
أداء مخيب للآمال
لم يحقق منتخب سوريا الأول لكرة السلة أي بطولات مهمة، وإنجازه الوحيد هو حصوله على المركز الرابع في بطولة كأس آسيا التي أقيمت في الصين عام 2001. ومثّل المنتخب في البطولة حينها لاعبون مميزون، أبرزهم: حكمت حداد، محمد أبو سعدى، ميشيل معدنلي، رضوان حسب الله، طلال يونس، عمار قصاص، أسامة مدني. وفي آب 2024، قرر اتحاد كرة السلة السوري الانسحاب من بطولة الشارقة الدولية لأسباب مالية. وقال مدير منتخب سوريا لكرة السلة، علي درويش، لصحيفة “الوطن” إن تكلفة المشاركة تصل إلى 45 ألف دولار. ولم تكن تلك المرة الأولى التي ينسحب فيها منتخب كرة السلة من بطولة دولية لأسباب مالية، ففي تموز 2024، انسحب منتخب الناشئات من بطولة آسيا التي أقيمت بالصين. وردًا على قرار الانسحاب، فرض الاتحاد الآسيوي لكرة السلة غرامة مالية على الاتحاد السوري، مقدارها 50 ألف دولار أمريكي، مع الحرمان من مشاركة المنتخبات تحت 18 سنة لفئتي الذكور والإناث في جميع البطولات ولمدة ستة أشهر. وكان منتخب سوريا لكرة السلة استُبعد أيضًا من المشاركة في البطولة العربية بالقاهرة، بسبب تأخره في الإعلان عن انضمامه للبطولة. وعانت كرة السلة السورية لعقود بعهد النظام السابق من الفساد والإدارة غير الاحترافية.
مَن الرئيس الجديد للاتحاد؟
ينحدر رامي عيسى من مدينة اللاذقية، وهو من مواليد عام 1982، حاصل على بكالوريوس إدارة أعمال، اختصاص تسويق، من جامعة “اللاذقية” عام 2007. بدأ ممارسة رياضة كرة السلة عام 1994 في نادي حطين، وتدرّج بكل فئاته العمرية حتى عام 2004، واحترف بعدها في صفوف نادي الاتحاد (أهلي حلب) بين عامي 2005 و2007، وحصل معه على بطولة الدوري السوري لكرة السلة، ثم انتقل عام 2008 إلى نادي الكرامة، واستمر معه حتى عام 2012. وأسس عيسى في مدينة اللاذقية أكبر مدرسة خاصة لتعليم كرة السلة في سوريا، استطاع من خلالها جذب عقود رعاية. ومثّل عيسى المنتخب السوري للرجال في العديد من البطولات، آخرها البطولة العربية في المغرب عام 2009، تحت إشراف المدرب الوطني عماد عثمان. في عام 2012، انتقل إلى دولة قطر، ولعب لمصلحة نادي العربي القطري، بلعبة كرة السلة (3×3) وحصل معه على المرتبة الثالثة في دوري كرة السلة في قطر لعامين (2019 و2020). وعمل بمجال الموارد البشرية في قطر، وأسس عددًا من المشاريع الريادية، منها مشروع شبكة “انطلق” المختصة بالتوظيف، بالإضافة إلى تقديم دورات تدريبية في التسويق. يعمل عيسى في تقديم الاستشارات التسويقية لعدد من الشركات الناشئة في كل من سوريا وتركيا وقطر، منها مؤسسة “هارفرد قطر” التي يشغل فيها منصب رئيس قسم الاستشارات التسويقية. احتل عيسى المرتبة الأولى كأفضل لاعب سوري الجنسية لكرة السلة في لعبة (3×3) عام 2020، بحسب تصنيف الاتحاد الدولي لكرة السلة (FIBA)، واعتزل اللعب في عمر الـ29 سنة.
تطمح الجماهير السورية لأن يكون المستقبل أفضل للكرة السورية بما فيها كرة السلة، وأن تتحول الخطط إلى واقع ملموس، خاصة أن البيئة الرياضية السورية تعاني من إرث ثقيل من التحديات الهيكلية والمادية.