دعا رئيس الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش في سوريا، عامر العلي، المواطنين إلى الانخراط الفعّال في جهود مكافحة الفساد، مؤكداً أهمية عدم التستر على أي تجاوزات تمس المال العام أو حقوق الدولة.
وفي تصريح نشره عبر منصة “إكس”، أشار العلي إلى أن النظام السابق خلّف مؤسسات ضعيفة تعاني من الفوضى وغياب العدالة، وتغرق في الفساد المالي والإداري، دون وجود قواعد واضحة للحوكمة أو النزاهة. واعتبر أن الفساد السياسي كان من أخطر مظاهر الانحراف، وقد انهار بسقوط النظام الذي قيّد حرية السوريين لأكثر من خمسين عاماً.
وأوضح العلي أن الهيئة تعمل حالياً على إعادة هيكلة المنظومة الرقابية في البلاد، بهدف رفع كفاءة المؤسسات وتعزيز الشفافية، بما يضمن تقديم خدمات عادلة وذات جودة، وفق توجهات القيادة الجديدة.
وشدد على أن مكافحة الفساد بجميع أشكاله تمثل أولوية وطنية، مؤكداً أن الهيئة لن تتهاون في ملاحقة أي جهة أو فرد يعبث بمقدرات الدولة أو يتجاوز على حقوق المواطنين. كما أشار إلى أن تحقيق نتائج ملموسة يتطلب وقتاً وجهداً، داعياً الجميع إلى التحلي بالصبر والتعاون من أجل إنجاح مسار الإصلاح.
وفي سياق متصل، أعلن العلي خلال اجتماع مع معاونيه ومديري الرقابة الداخلية في الوزارات، أن الهيئة تستعد لإطلاق منصة إلكترونية مخصصة لتلقي الشكاوى، تتيح للمواطنين تقديم بلاغات ضد أي جهة عامة أو خاصة، مع ضمان الحماية الإدارية والشخصية للمبلّغين.
وكشف أيضاً عن خطة لتحويل الهيئة إلى مؤسسة رقمية مؤتمتة، تهدف إلى تجاوز الروتين الإداري، وتسريع وتيرة العمل، وتقليل نسبة الأخطاء، وتحسين الاستجابة للبلاغات.
المرحلة الجديدة شهدت كذلك إعادة هيكلة داخل الهيئة، شملت إنشاء مديريات جديدة للتعاون الدولي، والتخطيط والإحصاء، والدراسات والأبحاث، بهدف تعزيز جودة الأداء وتطوير أدوات الرقابة.
ورغم التراجع النسبي في مظاهر الفساد داخل المؤسسات الحكومية بعد سقوط النظام السابق، لا تزال شكاوى المواطنين تشير إلى استمرار التحديات، ما يؤكد أن القضاء على الفساد بشكل فعلي ومستدام يتطلب جهوداً متواصلة من جميع الجهات المعنية.
تلفزيون سوريا