السبت, 7 يونيو 2025 05:43 AM

رحلة عبر الزمن: مواكب الحج التاريخية من دمشق وحلب إلى مكة المكرمة

دمشق وحلب، توأما سوريا، تتنافسان في التاريخ والحضارة، وحتى في استقبال الحجاج وتوفير احتياجاتهم للانطلاق نحو مكة المكرمة. فبوقوعهما على طريق الحرير، استقبلتا قوافل الحجاج من مختلف أنحاء العالم الإسلامي، مما أدى إلى ظهور طريقي الحج: الحلبي والشامي.

يذكر الرحالة الأندلسي ابن جبير في قصيدته، رحلته إلى الحج التي بدأت من إسبانيا مروراً بحلب، حيث اجتمعت وفود الحجيج. ويشير العلامة خير الدين الأسدي إلى أن المسلمين القادمين من الغرب والشمال كانوا يفدون إلى حلب للتزود من أسواقها.

توضح الباحثة أماني خليل الرحال أن قوافل الحجيج في حلب كانت تتوقف عند الجامع الأموي، أو تتجمع في حي الحاضر السليماني، بينما يتجمع الأفراد في خانات المدينة. كانت الرحلة تستغرق شهوراً قبل إنشاء خط الحديد الحجازي. وينطلق حجاج حلب من منطقة جسر الحج، ليتوجهوا إلى دمشق، مركز التجمع الرئيسي.

يصف المؤرخ منير كيال دمشق بأنها كانت خلية نحل لتحضير متطلبات الحجاج من مختلف البلدان، مما أكسبها لقب "شام شريف". وكانت راية الحج تنصب في الجامع الأموي للإعلان عن انطلاق القافلة، مع توفير كافة الاحتياجات من الجمال والخيول والطعام والجند.

تبدأ رحلة الحج الشامي مع عيد الفطر، حيث ينقل الزيت لإنارة الحرمين الشريفين. وكانت القوافل تحمل ماء الزهر والورد من المزة لتعطير الحرمين، وسط توديع الأهالي.

تابعوا أخبار سانا على ا و

مشاركة المقال: