الأحد, 7 ديسمبر 2025 01:21 AM

رسالة 'بيت خالتك خارج الخدمة': هل يمحو الماضي مخاوف عودة السوريين إلى دمشق؟

رسالة 'بيت خالتك خارج الخدمة': هل يمحو الماضي مخاوف عودة السوريين إلى دمشق؟

في خطوة لافتة، شهد مطار دمشق الدولي اليوم السبت، مبادرة تهدف إلى طمأنة السوريين العائدين من الخارج، ومعالجة مخاوفهم العميقة بشأن الاعتقالات الأمنية والمساءلة السياسية. الرسالة المتداولة بين الناشطين والمراقبين، حملت عنواناً رمزياً قوياً: "اطمئن.. نقلوا بيت خالتك لخارج الخدمة".

يشير مصطلح "بيت خالتك"، في الذاكرة الجمعية السورية، إلى السجون والمعتقلات التابعة للأفرع الأمنية، وهو تعبير كان يُستخدم لتجنب ذكر كلمات مثل "اعتقال" أو "فرع أمني" خوفاً من المراقبة. استخدام هذا المصطلح في رسالة رسمية موجهة للعائدين، يعكس وعي الجهة المصدرة بالهاجس الأمني الذي يمنع الكثيرين من العودة.

تؤكد الرسالة أن "ذلك الزمن انتهى" وأن سوريا "تستوعب الجميع"، بمن فيهم أصحاب "الأفكار والمواقف" المعارضة. هذا التحول في الخطاب الرسمي يفتح الباب أمام عودة سياسية للمعارضين، وليس فقط عودة إنسانية. الرسالة تمثل اعترافاً ضمنياً بالماضي القمعي، واستخداماً للغة الشارع لكسر حاجز الخوف، ومحاولة لتسويق صورة جديدة للواقع السوري.

يرى مراقبون أن نجاح هذه الاستراتيجية يعتمد على الشفافية الفعلية، وما إذا كانت الرسالة ستتبعها سياسات وإجراءات تضمن عدم المساءلة، بالإضافة إلى ضرورة وجود آليات رقابة دولية على مصير العائدين، وهو مطلب أساسي للمنظمات الإنسانية.

وختاماً، فإن رسالة "بيت خالتك خارج الخدمة" تعبر عن رغبة في استعادة الكفاءات والأيدي العاملة المهاجرة. لكن العودة الآمنة والمستدامة تتطلب تغييراً بنيوياً وقانونياً يضمن عدم الإعادة القسرية، ويعيد بناء السلام والتماسك الاجتماعي، ويحول المصطلحات الرمزية المخيفة إلى مجرد ذكريات من الماضي، بحسب فارس الرفاعي من زمان الوصل.

مشاركة المقال: