الثلاثاء, 11 نوفمبر 2025 09:17 PM

زراعة الكركديه في ريف حلب الجنوبي: تجربة رائدة لتحسين دخل المزارعين وتنويع المحاصيل

زراعة الكركديه في ريف حلب الجنوبي: تجربة رائدة لتحسين دخل المزارعين وتنويع المحاصيل

في مسعى لتنويع المحاصيل الزراعية وتحسين المداخيل، يتجه مزارعو ريف حلب الجنوبي نحو زراعة الكركديه، أو ما يعرف بالشاي الأحمر. تمثل هذه التجربة الزراعية، الأولى من نوعها في المنطقة، أملاً في تحقيق نقلة نوعية في القطاع الزراعي.

يعتبر الكركديه من النباتات ذات الجدوى الاقتصادية العالية، حيث تستخدم أزهاره في الصناعات الغذائية والطبية والتجميلية، بالإضافة إلى استخدامه كمشروب طبيعي ذي فوائد صحية جمة. وبفضل تكاليف زراعته المحدودة مقارنة بغيره من المحاصيل، يرى مزارعو ريف حلب في هذه التجربة فرصة واعدة لتطوير الزراعة المحلية.

المزارع مؤيد أبو علي، وهو من أوائل من خاضوا هذه التجربة في المنطقة، صرح لسوريا 24 قائلاً: "هذه هي المرة الأولى التي أزرع فيها الكركديه في ريف حلب الجنوبي، وأتوقع أن تكون تجربة مثمرة تعود بالنفع على المزارع والمستهلك على حد سواء. فالمحصول لا يحتاج إلى تكاليف كبيرة، وإنتاجه جيد مقارنة بجهده البسيط".

يشرح أبو علي مراحل الزراعة، مبيناً أن زراعة الكركديه تبدأ بين منتصف أيار/مايو ومنتصف حزيران/يونيو، وهي زراعة صيفية تتطلب كميات معتدلة من المياه وعناية محدودة. ويضيف: "نزرع البذور، ثم نقوم بتنظيف الأرض من الأعشاب الضارة بعد فترة قصيرة، يلي ذلك التسميد مرة واحدة فقط، ثم الري كل عشرة إلى خمسة عشر يوماً حسب نوع التربة والطقس. بعد النضج، تُقطف الأزهار وتُجفف تحت أشعة الشمس لمدة أسبوع تقريباً، ثم يُفصل الزهر عن البذور".

وفقاً للمزارع، يبلغ متوسط إنتاج الدونم الواحد حوالي 100 كيلوغرام من البذور و80 كيلوغراماً من الزهر الجاف (الشاي الأحمر)، مما يجعلها زراعة مجدية اقتصادياً، خاصة وأن سعر الكيلوغرام من البذور يتراوح بين 10 و15 دولاراً، بينما يباع الكيلوغرام من الشاي الأحمر بين 2 و3 دولارات.

يرى خبراء زراعيون أن إدخال محاصيل جديدة مثل الكركديه إلى مناطق ريف حلب يمثل تحولاً في التفكير الزراعي، لا سيما بعد سنوات من الاعتماد على محاصيل تقليدية كالخضروات والحبوب، التي تأثرت سلباً بارتفاع التكاليف ونقص المياه. كما أن نجاح هذه التجربة قد يشجع مزارعين آخرين على خوضها في المواسم المقبلة، مما يعزز الاستدامة الزراعية في الشمال السوري.

يأمل المزارعون أن تحظى هذه التجربة بدعم فني وتسويقي من المنظمات الزراعية العاملة في المنطقة، لتطوير زراعة الكركديه وتحويلها إلى منتج محلي مميز يمكن تسويقه في الداخل وحتى في الأسواق الخارجية مستقبلاً.

مشاركة المقال: