الثلاثاء, 11 نوفمبر 2025 10:37 PM

زيارة تاريخية: الرئيس الشرع في البيت الأبيض.. هل تبدأ صفحة جديدة لسوريا؟

زيارة تاريخية: الرئيس الشرع في البيت الأبيض.. هل تبدأ صفحة جديدة لسوريا؟

بقلم: هادي العبدو بالله. في خطوة مفاجئة وغير مسبوقة، استقبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب الرئيس أحمد الشرع في البيت الأبيض، في اجتماع وصف بأنه الأكثر إثارة للدهشة على الإطلاق. لم تكن زيارة الرئيس الشرع مجرد حدث عادي في جدول الأعمال الدبلوماسي، بل كانت لحظة تاريخية تتجاوز البروتوكولات المعتادة، وتعكس فرصة جديدة للشرق الأوسط، أو ربما اختباراً وتحولاً جذرياً في المشهد السياسي السوري والتحالفات الدولية.

تعتبر زيارة السيد الشرع الأولى من نوعها لرئيس سوري إلى البيت الأبيض، مما يجعلها استثنائية، خاصة مع وجود مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يقتله. الجدير بالذكر أن آخر مرة كان فيها السيد الشرع ضيفاً رسمياً على الأميركيين كانت خلال فترة اعتقاله في السجون العسكرية العراقية بين عامي 2005 و2011، بما في ذلك فترة في سجن أبو غريب.

يذكر أن محمد علي العابد زار البيت الأبيض قبل أن يصبح رئيساً عام 1932، حيث قدم أوراق اعتماده سفيراً للدولة العثمانية عام 1908، وكذلك ناظم القدسي عندما كان سفيراً عام 1944، قبل انتخابه رئيساً عام 1961. وكما لعب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان دوراً محورياً في جمع ترامب والشرع في الرياض، فقد رتب جده الملك عبد العزيز قمة تاريخية بين الرئيسين شكري القوتلي وفرانكلين د. روزفلت، كان من المقرر أن تقام في مصر في عام 1945، وذلك بعد أقل من عام على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين سوريا والولايات المتحدة، وفي أعقاب مؤتمر يالطا واللقاء التاريخي بين الملك السعودي وروزفلت في 14 شباط 1945.

تباينت ردود الأفعال حول الزيارة، حيث نظر إليها البعض بأمل، معتبرينها بداية لصفحة جديدة وانفراجة سياسية أو اقتصادية. بينما رأى آخرون، خاصة من فقدوا أحباءهم أو نزحوا، أن أي مصافحة لا تعيد الغائبين ولا تمحو الألم. وتساءل هؤلاء: من يمثلنا هناك؟ ومن يسمع صوتنا في الغرف المغلقة؟

من الجانب الأميركي، لم تخلُ الزيارة من الجدل، حيث اعتبرها البعض مخاطرة، بينما رآها آخرون ضرورية لإنهاء ملفات عالقة. وترى واشنطن في سوريا اليوم فرصة لتحقيق مكاسب اقتصادية وعسكرية، وأن أي دعم حالي هو دعم تكتيكي لا استراتيجي، وقابل للتغيير. ستتعدد تفسيرات هذه الزيارة، بين من يراها انتصاراً للبراغماتية السياسية، ومن يعتبرها محاولة لتجميل الواقع. ومع ذلك، يمكن القول إن الزيارة أعادت سوريا إلى الخريطة، ليس كخبر حرب، بل كدولة تسعى للاستقرار والسلام والاستدامة.

يبقى السؤال: هل ستؤدي هذه الزيارة إلى تغييرات حقيقية في حياة السوريين؟ وهل ستكون مجرد تغيير في الاستراتيجيات السياسية، أم بداية لوضع السوريين في قلب المعادلة السياسية؟

مشاركة المقال: