الأحد, 20 أبريل 2025 11:11 AM

سابقة في سوريا ما بعد الأسد: الصليب الأحمر يبدأ عمليات إزالة الألغام لإنقاذ الأرواح

سابقة في سوريا ما بعد الأسد: الصليب الأحمر يبدأ عمليات إزالة الألغام لإنقاذ الأرواح

بدأت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عمليات إزالة الألغام ومخلفات الحرب في مناطق متفرقة من سوريا، في خطوة هي الأولى من نوعها بهذا الحجم منذ سنوات.

وأوضحت اللجنة في تغريدة على منصة "إكس" أنها تتعاون مع الهلال الأحمر السوري لتغيير الواقع المرير الذي خلفته الحرب، من خلال التوعية بوجود الألغام والمسح الشامل للمناطق المتضررة، وصولاً إلى نزع الألغام بشكل فعلي.

وأكدت اللجنة أنه بعد 14 عاماً من الصراع، لا يزال التلوث الناتج عن الأسلحة يشكل تهديداً مباشراً لحياة الملايين من السوريين.

من جانبه، شدد إريك تولفسن، خبير التلوث بالأسلحة في اللجنة الدولية، على أن خطورة الألغام تكمن في صعوبة اكتشافها وإمكانية انفجارها بمجرد لمسها.

وأشار إلى أن تزايد استخدام العبوات الناسفة وتغير خطوط القتال، بالإضافة إلى تدهور الأوضاع الأمنية، يعيق عمليات المسح والتطهير ويضاعف من معاناة السكان والبنية التحتية الصحية المتهالكة.

أما ستيفان ساكاليان، رئيس بعثة اللجنة في سوريا، فقد لفت إلى أن وجود مركبات عسكرية مهجورة وذخائر منسية في مواقع القتال السابقة يزيد من خطر تعرض المدنيين، خاصة مع عودة النازحين إلى ديارهم دون وعي كاف بالمخاطر المحتملة. كما أن الأزمة الاقتصادية تدفع الكثيرين إلى جمع الخردة لبيعها، رغم ما ينطوي عليه ذلك من مخاطر جسيمة.

وأوضح ساكاليان أن أكثر من نصف سكان سوريا يعيشون تحت التهديد اليومي للألغام والذخائر، وأن الأطفال يشكلون الشريحة الأكثر تضرراً، حيث يمثلون ثلث الضحايا.

وكشف عن أن 138 شخصاً من ضحايا الذخائر تلقوا دعماً جسدياً ونفسياً عبر مراكز الهلال الأحمر ووزارة الصحة المدعومة من اللجنة، بينما تم إحالة 18 آخرين لتلقي رعاية طبية متقدمة، وحصل 381 شخصاً على مساعدات إنسانية لتحسين ظروفهم المعيشية.

وفي تقرير نشرته مؤخراً، أفادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بتسجيل ما لا يقل عن 500 إصابة جديدة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام، و 388 حادثاً ناجماً عن الذخائر المتفجرة في عام 2024، مما أسفر عن أكثر من 900 إصابة و 380 حالة وفاة، ثلثهم من الأطفال.

وقد ساهمت الجهود المشتركة للجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري في تطهير أكثر من 737 ألف متر مربع، وتدمير 559 عبوة ناسفة، مما أتاح لنحو 93,500 شخص العودة إلى مناطقهم بأمان.

مشاركة المقال: