الخميس, 7 أغسطس 2025 11:21 PM

سمير العاني: إنقاذ السويداء ممكن بقرار شجاع وتعاون العقلاء.. وميليشيات الهجري تسعى لتسييس القضية

سمير العاني: إنقاذ السويداء ممكن بقرار شجاع وتعاون العقلاء.. وميليشيات الهجري تسعى لتسييس القضية

يرى الكاتب والصحفي سمير العاني أن أهالي محافظة السويداء لا يستحقون أن يكونوا رهائن لمشاريع مشبوهة أو أن يتم استنزافهم بشعارات لا تخدم مصالحهم، مؤكداً أن ما يقوم به حكمت الهجري يسيء لتاريخهم العريق.

وفي تصريح لـ"الوطن"، حذر العاني من ضيق الوقت، مشيراً إلى أن فرص الإنقاذ لا تزال متاحة، لكنها تتطلب قراراً جريئاً وتعاوناً من عقلاء السويداء قبل فوات الأوان. وأشار إلى خرق ميليشيات الهجري لاتفاق وقف إطلاق النار بعد أكثر من عشرة أيام من التهدئة، وهو الأمر الذي واجهته قوى الأمن الداخلي.

وأوضح العاني أنه في أعقاب الضغوط الدولية على إسرائيل لوقف عدوانها، وما نتج عن مسار المفاوضات، يبدو أن الهجري لم يكن راضياً عن النتائج المتعلقة بسوريا. ويرى أن الهجري أراد من خلال خرق اتفاق وقف إطلاق النار إرسال رسالة مزدوجة إلى كل من الدولة السورية وإسرائيل، مفادها أنه قادر على إحداث حالة من عدم الاستقرار في المنطقة إذا لم يتم تلبية بعض مطالبه في تلك المفاوضات.

وحول رفض ميليشيات الهجري للجنة التحقيق في أحداث السويداء التي أعلن عنها وزير العدل مظهر الويس، قال العاني إن هذا الرفض يعكس الحسابات الضيقة لزعيم المجموعات الخارجة عن القانون، ويظهر عدم حرصهم الحقيقي على تحقيق العدالة. واعتبر أن إصرار الهجري وميليشياته على لجنة تحقيق دولية يهدف إلى تسييس القضية واستغلالها كورقة ضغط سياسية، بعيداً عن المسؤولية الوطنية، بالإضافة إلى رغبتهم في التهرب من المحاسبة، أو حماية أطراف متورطة، أو محاولة لإطالة أمد الأزمة وتأجيج الانقسامات بدلاً من التعاون للكشف عن الحقائق.

ويرى العاني أن مطالبة ميليشيات الهجري بفتح معبر مع الأردن تتجاوز مجرد توفير الخبز أو الدواء، معتقداً أنها خطوة ذات أبعاد انفصالية تسعى إلى تكريس واقع مختلف في الجنوب السوري خارج سلطة الدولة، تحت غطاء شعبي وشعارات معيشية.

واعتبر أن رفع العلم الإسرائيلي في السويداء ليس تعبيراً عن حرية الرأي، بل هو انحراف سياسي مرفوض وخيانة لتاريخ المنطقة وأهلها ومبادئ السيادة الوطنية. وأضاف أن من يتبنون هذا الخطاب أو يشجعونه يكشفون عن أهداف نحو مشاريع انفصال وتفتيت تحت غطاء دولة الاحتلال.

وأوضح العاني أن الانقسامات داخل ميليشيات الهجري حقيقة واضحة، وهي ليست مجرد خلافات تنظيمية، بل مؤشر على أزمة عميقة في المشروع الذي يحاول الهجري فرضه على السويداء. ومع غياب رؤية وطنية جامعة، فإن الأمور مرشحة للتدهور، وعلى الهجري أن يدرك أنه ما لم يتم احتواء الوضع عبر حوار جاد يعيد الاعتبار للدولة، بعد تخليه عن المشاريع المشبوهة، فإن الانهيار للميليشيا التي يقودها قادم لا محالة.

واعتبر العاني أن مصير المجتمع الأهلي في السويداء بات مهدداً بالتمزق والتلاشي التدريجي، ما لم تتم استعادة سلطة الدولة بشكل فعلي، وإطلاق مسار مصالحة داخلية يوقف الفوضى ويعيد الأمور إلى نصابها الوطني.

موفق محمد

مشاركة المقال: