الأحد, 20 أبريل 2025 11:02 AM

سوريا بعد الانسحاب الأمريكي: صراع النفوذ يشتد بين تركيا وإسرائيل وإيران

سوريا بعد الانسحاب الأمريكي: صراع النفوذ يشتد بين تركيا وإسرائيل وإيران

جاد ح. فياض – حالة من الاستنفار تسود في تركيا وإسرائيل، بعد تسريبات عن انسحاب أمريكي محتمل من سوريا. هذا الانسحاب قد يغير الخرائط والمعادلات، تاركًا فراغًا تسعى الأطراف الإقليمية لملئه، مما قد يوسع النفوذ التركي، يهدد أمن إسرائيل، ويعزز الفوضى في المنطقة.

مسؤولون إسرائيليون أعربوا عن قلقهم وحاولوا الضغط على الولايات المتحدة للتراجع، لكن دون جدوى، حسب صحيفة "يديعوت أحرونوت". المخاوف الإسرائيلية تنبع من احتمال تشجيع الانسحاب التركي على التوسع والتموضع في مواقع استراتيجية بسوريا.

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يسعى لاستغلال التغيرات الإقليمية لخدمة مصالح أنقرة الداخلية والخارجية، خاصة بعد وصول أحمد الشرع المقرب من تركيا إلى قيادة سوريا. التوسع التركي المحتمل يهدف لترسيخ تركيا كقوة إقليمية وازنة تحل محل النفوذ الإيراني والفراغ الأمريكي.

من وجهة نظر إسرائيلية، التوسع التركي وما قد يتبعه من توجهات إسلامية يثير المخاوف. الوجود العسكري التركي في سوريا "قد يحد من حرية إسرائيل العملياتية"، خاصة وأن تركيا عضو في الناتو، مما يخلق واقعًا جديدًا غير مرغوب فيه لإسرائيل.

الإعلامي السوري إبراهيم الجبين يكشف لـ"النهار" عن بدء تغيير التشكيلات العسكرية الأمريكية في سوريا، ويرى أن تركيا "ستسعى لملء الفراغ ومعها دول الخليج". بخلاف الرواية الإسرائيلية، لا يرى الجبين "صدامًا" بين تل أبيب وأنقرة، لوجود "تحالف" بينهما في ساحات ومستويات عديدة.

الخبراء يتفقون على أن الانسحاب الأمريكي وملء تركيا للفراغ سيخلف انعكاسات كبيرة. الجبين يذكر بأن تركيا عضو في الناتو، مما يعني أن الناتو أصبح في "عمق الشرق الأوسط"، مما قد يبدل معادلات، منها "فقدان إسرائيل لجزء من دورها كحليف وطيد" للغرب.

سؤال يطرح حول احتمال تسلل إيران للعودة إلى سوريا، فمشروع التوسع لم يغب عن طموحات المرشد الأعلى. هذا يثير قلق إسرائيل، لكن العلاقة المتوترة بين تركيا والإدارة السورية الجديدة من جهة، وإيران من جهة أخرى، قد تعيق عودة الإيرانيين.

في الختام، الانسحاب الأمريكي سيترك فراغًا تتنافس عليه القوى الإقليمية، وتركيا قد تكون الأوفر حظًا. الأنظار تتجه إلى إسرائيل وكيف ستتعامل مع هذا التحدي السياسي والأمني، بالإضافة إلى المحاولات الإيرانية المحتملة لتعويض الفراغ.

مشاركة المقال: