الإثنين, 7 يوليو 2025 01:34 AM

سوريا تتحد في مواجهة حرائق اللاذقية: جهود إطفاء مكثفة ودعم دولي

سوريا تتحد في مواجهة حرائق اللاذقية: جهود إطفاء مكثفة ودعم دولي

توحد السوريون في مشاعر الألم والتعاطف إزاء الحرائق المدمرة التي اجتاحت الغابات والأراضي في ريف اللاذقية الشمالي. عكست منصات التواصل الاجتماعي صوراً مؤثرة للمتطوعين المنهكين ورسائل الدعم النفسي واللوجستي الموجهة للفرق الميدانية، في تجسيد للتلاحم الإنساني الذي يعبر عن وجع مشترك يتخطى الحدود الجغرافية والانتماءات.

تواصل فرق الدفاع المدني السوري لليوم الرابع على التوالي عمليات إخماد الحرائق الواسعة النطاق، في ظل تضاريس صعبة وارتفاع في درجات الحرارة. وقد أعلنت كل من الأردن وتركيا عن تقديم دعم ميداني للمساهمة في جهود الإطفاء.

أفاد الدفاع المدني عن إصابة عدد من المتطوعين بحالات اختناق وحروق نتيجة للإرهاق الشديد وظروف العمل القاسية، مع استمرار المحاولات الحثيثة لمنع وصول النيران إلى المناطق السكنية.

من جهته، أعلن وزير الطوارئ وإدارة الكوارث، رائد الصالح، عن إنشاء غرفة عمليات ميدانية مشتركة تضم عدداً من المنظمات السورية، بهدف تنسيق الدعم اللوجستي وتوفير صهاريج المياه والآليات الثقيلة، بالإضافة إلى تنظيم فرق تطوعية مدربة على مكافحة الحرائق.

أشار الصالح، عبر منصة “إكس”، إلى أن الحكومة الأردنية أرسلت فريقاً برياً للمساعدة، بالتنسيق مع وزارة الخارجية السورية. كما وصلت طائرتا إطفاء مروحيتان و11 آلية تركية، من بينها 8 سيارات إطفاء و3 صهاريج مياه، لتعزيز العمليات الجارية في ريف اللاذقية.

أوضح الصالح أنه أجرى اتصالاً هاتفياً مع وزير الزراعة والغابات التركي، إبراهيم يوماقلي، وتم خلاله الاتفاق على تعزيز التنسيق الميداني دون التأثير على الجاهزية التركية الداخلية.

في السياق نفسه، كشف مدير مديرية الخدمات الفنية في اللاذقية، محمد صبحي، عن إجراء تحويلات مرورية باتجاه أريحا من القساطل حتى كنسبا بطول 3.5 كم، وباتجاه اللاذقية من الحمرات حتى القساطل بطول 6.5 كم، وذلك نتيجة تضرر جسر القساطل وحدوث هبوط في طريق مرج الزاوية.

دعا صبحي في تصريحات نقلتها الحرية، السائقين إلى توخي الحذر والالتزام بالإشارات التحذيرية والسرعات المحددة لضمان السلامة العامة.

وعلى صعيد الأضرار الخدمية، قال مدير عام شركة كهرباء محافظة اللاذقية، المهندس محمد الحكيم، إن 4 خطوط توتر متوسط من أصل 12 تضررت بفعل الحرائق، وهي “بيت القصير، القسطل، السرسكية، وسولاس”، وجميعها تتبع لمحطة تحويل البسيط.

وبيّن الحكيم أن خروج المحطة عن الخدمة جاء كإجراء احترازي بعد حجز خط التوتر 66 ك.ف لمنع تمدد النيران وضمان سلامة الشبكة، مضيفا أن الورشات باشرت فوراً بتدخلات إسعافية شملت إزالة الأعمدة المحترقة، وإعادة توزيع التغذية الكهربائية عبر خطوط بديلة.

وأشار إلى أن فرق الطوارئ تعمل حاليا على تنفيذ وصلات تجريبية لتقييم إمكانية إعادة التشغيل التدريجي، مؤكداً أن الأولوية للمناطق المرتبطة بشبكات المياه والكهرباء.

وكانت الحرائق قد اندلعت منذ يوم الخميس الفائت، ورغم مشاركة الدفاع المدني وفرق الإطفاء في العديد من المحافظات بإطفاء النيران المشتعلة، إلا أن الطقس ووعورة التضاريس حالت دون القدرة على تطويق النيران وإخمادها.

مشاركة المقال: