الثلاثاء, 30 سبتمبر 2025 05:02 PM

سوريا تستنكر هتافات مسيئة لمصر خلال وقفة تضامنية مع غزة في دمشق

سوريا تستنكر هتافات مسيئة لمصر خلال وقفة تضامنية مع غزة في دمشق

أعربت وزارة الخارجية والمغتربين السورية عن استنكارها الشديد للهتافات المسيئة التي طالت مصر، والتي رُددت خلال وقفة تضامنية مع غزة في دمشق. وأكدت الوزارة في بيان رسمي نشرته عبر حساباتها الرسمية يوم الاثنين الموافق 29 أيلول، أن هذه التصرفات غير مقبولة ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن مشاعر الشعب السوري تجاه مصر قيادةً وشعبًا، وأنها تمثل فقط من قاموا بها.

كما أعربت الوزارة عن أسفها لمحاولة البعض استغلال هذا الحادث لتعكير صفو العلاقات الأخوية العميقة والراسخة بين سوريا ومصر، بحسب تعبير الوزارة. وجددت وزارة الخارجية والمغتربين في بيانها تقديرها واحترامها لمصر وشعبها، الذين استضافوا مئات الآلاف من السوريين خلال السنوات الماضية.

وشددت الخارجية على حرص سوريا على تعزيز أواصر العلاقات السورية-المصرية والتمسك بها، ورفضها القاطع لأي محاولة للإساءة إليها، بحسب وصفها.

ما قصة الهتافات المسيئة؟

تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في 26 أيلول الحالي مقطعًا مصورًا يظهر عددًا محدودًا من الأشخاص بالقرب من الجامع الأموي بدمشق، وهم يرددون هتافات مسيئة بحق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، احتجاجًا على إغلاق معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة في فلسطين وشبه جزيرة سيناء في مصر، وإيقاف توصيل المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني.

لم تتوقف تداعيات المقطع المصور عند استنكار عدد من المواطنين المصريين، بحسب رصد عنب بلدي لتعليقاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، بل امتدت للمطالبة بترحيل اللاجئين السوريين، إذ تصدر وسم “ترحيل اللاجئين مطلب شعبي” قائمة الوسوم الأعلى تداولًا في مصر على موقع “إكس”.

علاقة البلدين

على الرغم من حذر مصر تجاه علاقتها بسوريا في بداية الأشهر الأولى من سقوط النظام السابق، إلا أن اللقاءات بين الطرفين لم تتوقف، وكان آخرها لقاء وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني، بنظيره المصري بدر عبد العاطي، وذلك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 80 بنيويورك.

كما التقى الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، بنظيره المصري عبد الفتاح السيسي، في آذار الماضي، على هامش القمة العربية الطارئة، لبحث تطورات القضية الفلسطينية. يرى الدبلوماسي السوري السابق بشار الحاج علي، في حديث سابق لعنب بلدي، أن العلاقات السورية- المصرية تقف حاليًا عند مفترق طرق حذر، “لا قطيعة ولا انفتاح واسع”.

واعتبر الحاج علي أن الجانب المصري يراقب التحولات الجارية في دمشق بعين الترقب، بينما تنشغل سوريا بإعادة ترتيب الداخل وصياغة مقاربتها الإقليمية الجديدة. ويعتقد الدبلوماسي أن التواصل قائم على مستوى الحد الأدنى، لكنه لم يتحول بعد إلى مسار تعاون ممنهج أو شراكة استراتيجية.

تحديات تواجه العلاقة

يرتبط تطور العلاقة بين سوريا الجديدة ومصر، بمجموعة من التحديات والمحاذير التي تقف مصر أمامها، رغم أن دمشق حاولت مرارًا إرسال رسائل طمأنة للقاهرة بأن الثورة السورية انتهت، ولا يوجد أي فكر يدعو لتصدير الثورة إلى أي بلد آخر.

ويعتقد الباحث المصري في مركز “الأهرام للدراسات” كرم سعيد، في تصريح سابق لعنب بلدي، أن هناك جملة من التحديات لا تزال تدفع مصر إلى التعامل بقدر من “الدبلوماسية الشديدة” مع ما يحدث في سوريا حتى اليوم، منها وجود عدد من المقاتلين الأجانب ومنهم مصريون، التحقوا بالثورة السورية المسلحة، ومنهم من هو مطلوب قضائيًا في مصر.

وأضاف لعنب بلدي أنه لا بد من تسليم هؤلاء العناصر أيضًا لدولهم، لافتًا إلى أن هذه ليست رؤية مصر وحدها، إنما رؤية قطاعات أوسع من القوى الإقليمية والدولية. وأضاف أن قوى كثيرة حول العالم تنتظر ما ستؤول إليه الأمور في الداخل السوري خلال المرحلة المقبلة، باعتبار أن التوجهات الجديدة التي ستكشف عنها الإدارة الجديدة ستحدد طبيعة وتوجهات ما سيقرر لاحقًا حول المشهد السوري.

مشاركة المقال: