السبت, 6 سبتمبر 2025 02:06 AM

سوريا تواجه أسوأ موجة جفاف منذ عقود تهدد الأمن الغذائي وتزيد الاعتماد على الاستيراد

سوريا تواجه أسوأ موجة جفاف منذ عقود تهدد الأمن الغذائي وتزيد الاعتماد على الاستيراد

تواجه منطقة شرق المتوسط والشرق الأوسط، بما في ذلك سوريا، أسوأ موجة جفاف منذ عقود، مما أدى إلى وضع حرج. يشير الخبراء إلى أن معدلات هطول الأمطار في تراجع مستمر منذ عقود.

نقلت وكالة أسوشييتد برس عن مزارع سوري من ضاحية السيدة زينب بدمشق قوله إنه لم يتمكن من الوصول إلى حقوله في بعض الأيام بسبب قطع مسلحي حزب الله للطرق. ورغم زوال هذه المشكلة، إلا أن الجفاف دمر أرضه وجفف الآبار. وأضاف خلال حصاد القمح: "هذا الموسم ضعيف، يمكن اعتباره نصف موسم، إنه عام قاس". وأوضح أنه في السنوات الجيدة، كانت أرضه تنتج ما بين 800 و900 كيلوغرام من القمح للدونم الواحد، بينما أنتجت هذا العام حوالي ربع هذه الكمية، مما اضطره لتوظيف 6 أو 7 عمال بدلاً من 15.

أفاد مسؤول أممي بأن الجفاف يأتي في أعقاب حرب طويلة الأمد، مما يقلل من قدرة المزارعين، الذين يعانون أساساً من ضائقة مالية، على التعامل مع آثاره الكارثية. وفي السنوات الأخيرة، اضطرت الحكومة إلى استيراد ما بين 60 و70% من احتياجات القمح لإطعام السكان، وسيؤدي تواضع محصول هذا العام إلى إجبار سوريا على إنفاق المزيد من مواردها المحدودة على الواردات.

ذكر مسؤول حكومي أن محصول القمح لن يكفي سوى لشهرين أو ثلاثة، وأن الحكومة تعتمد حالياً على الاستيراد والتبرعات. وأضاف مسؤول آخر أن الاعتماد الكامل على الاستيراد والمساعدات يهدد الأمن الغذائي، وهو حل غير مستدام.

تسببت أزمة المياه في لبنان في تفاقم الجفاف في سوريا، التي تعتمد جزئياً على الأنهار المتدفقة من جارتها، كنهر العاصي، الذي يعتبر مصدراً للري والصيد، والذي تناثرت الأسماك النافقة في مجراه بسبب الجفاف.

ونقلت الوكالة عن مزارع من جسر الشغور قوله: "مزارعون كثر لا يستطيعون تحمل تكاليف حفر الآبار لأجل الري. الجفاف لم يدمر المحاصيل الصيفية فقط، بل أتلف أشجاراً عمرها عشرات السنوات. لا يوجد أي تعويض عن خسارة المحاصيل، والمزارعون يكسبون بالكاد ما يسد رمقهم فقط".

كما قال مسؤول حكومي في إدلب إن "منسوب المياه الجوفية انخفض أكثر من 10 أمتار خلال 3 أشهر في بعض آبار المراقبة، والسبب يعود لإفراط المزارعين في الضخ بسبب ندرة الأمطار".

يتفق معظم الخبراء على أن سوريا والمنطقة عموماً تتجه إلى وضع أو صدمات مناخية أسوأ، وهي غير مستعدة للتعامل معها والتقليل من آثارها. وقال خبير إن "مياه الأمطار أو ذوبان الثلوج في الجبال لا تكفي لتغذية المياه الجوفية، وبسبب تزايد احتياجات الري ينخفض ​​منسوب المياه الجوفية باستمرار، ما يعني صعوبة الوصول إليها وحاجتها إلى طاقة أكبر لضخها، وفي مرحلة ما قد تنفد المياه الجوفية".

وختم: "حتى باستخدام وسائل محدودة، يمكن للبلاد أن تتخذ تدابير للتخفيف من الآثار، مثل زيادة حصاد مياه الأمطار، والتحول إلى محاصيل أكثر مقاومة للجفاف، ومحاولة وضع أنظمة ري أكثر فعالية، حتى لو كانت بسيطة، لكن على المدى الطويل، وإذا استمر الوضع من حيث تأثيرات تغير المناخ كما هو متوقع حالياً، فإن مساحة الأراضي الزراعية التي ستكون صالحة للزراعة في العقود المقبلة ستبقى مثار تساؤل".

مشاركة المقال: