الثلاثاء, 22 أبريل 2025 06:25 PM

سوريا وتشرشل: أسرار تكشفها رسائل رئيس الوزراء البريطاني عن سوريا ما بعد الحرب العالمية الثانية

سوريا وتشرشل: أسرار تكشفها رسائل رئيس الوزراء البريطاني عن سوريا ما بعد الحرب العالمية الثانية

ما الرابط بين ونستون تشرشل وسوريا؟ سؤال قد يبدو غريباً للوهلة الأولى، خصوصاً أن رئيس وزراء بريطانيا السابق الشهير لم يزر دمشق يوماً، ولم يُعرف بمواقف مباشرة حيال قضيتها. إلا أنّ كتاب "سوريا في أوراق تشرشل 1940 – 1945" (دار رياض الريس) للكاتب السوري سامي مروان مبيّض، يفكك هذا اللغز التاريخي بحرفية، ويضيء على جوانب غير مألوفة من شخصية تشرشل ودوره في المشرق العربي.

بين أبرز ما يكشفه الكتاب، تسع رسائل أرسلها تشرشل إلى الرئيس السوري شكري القوتلي، ورفضه المتكرر ثلاث دعوات رسمية إلى زيارة سوريا أو حتى حضور احتفالها بعيد الاستقلال في مقرّ السفارة السورية في لندن في الذكرى الأولى للجلاء. ويورد المؤلف ردّاً متعجرفاً له عام 1947 حين رفض المشاركة قائلاً: "لا أعتقد أنّ من المناسب أن يتوافق العيد الوطني لسوريا مع جلاء القوات الأجنبية، وبالنسبة إليّ شخصياً لا أريد أن أشارك في مثل هذا الاحتفال".

ونكتشف من خلال الكتاب شخصية تشرشل من زاوية مختلفة تماماً عما اعتدنا عليه. ويذكر مبيّض أيضاً أن السوريين كانوا مبهورين بهتلر وشخصيته موضحاً الدور الذي أدّاه البريطانيون للتقليل من تأثير هتلر الذي كان قد بدأ يشكل خطراً.

الأكثر إثارة، ما ينقله مبيّض عن وثائق نشرها كاتب إسرائيلي، تكشف عن خطة بريطانية كانت ترمي إلى إنشاء منطقة "سوريا الكبرى" ونقل رياض الصلح عام 1944 إلى دمشق، وتقسيم المنطقة طائفياً، وتصبح سوريا مكان نفوذ للإنكليز، لكن المشروع باء بالفشل.

يقدّم "سوريا في أوراق تشرشل" إعادة قراءة ضرورية لتاريخ المنطقة، من منظور لم يُروَ كثيراً، ويكشف أن تشرشل لم يكن مجرد زعيم حربي، بل أحد المهندسين الفعليين للواقع الجيوسياسي الذي نعيشه اليوم، في زمنٍ شهد ولادة مصطلح "الشرق الأوسط" تحت نظره.

مشاركة المقال: