تقع مدينة شعارة في منطقة اللجاة بالريف الشمالي الشرقي لمحافظة درعا، وتتميز بأوابد أثرية ذات طابع معماري فريد يتماشى مع طبيعة منطقة حوران المبنية بالحجر البازلتي.
أوضح رئيس دائرة آثار درعا الدكتور محمد خير نصر الله لصحيفة "الحرية" أن موقع شعارة مسجل على لائحة التراث الوطني منذ عام 2002. وأشار إلى أن التنقيبات الأثرية كشفت أن المدينة سُكنت لأول مرة خلال العصر الهلينيستي، أي حوالي القرن الثاني أو الثالث قبل الميلاد، واستمر السكن خلال العصر الروماني والبيزنطي، وكذلك خلال العصور الإسلامية (الأيوبية والمملوكية).
في العصر الروماني، أقيمت منشآت مهمة في شعارة الأثرية، حيث صُنفت كحامية عسكرية لحماية الولاية العربية الرومانية نظرًا لموقعها الاستراتيجي على أطراف منطقة اللجاة. من أبرز هذه المنشآت معبد الإله مترا، الواقع في قلب القرية، والحمامات في الطرف الشمالي للمدينة، والتي تتميز بتصميمها الشائع في المدن الرومانية. يتميز بناء الحمام بأنه مربع ومقسم إلى ثلاثة أقسام رئيسية: الحار، الدافئ، والبارد، بالإضافة إلى قاعة رئيسية. ومع ذلك، فإن الأبعاد الدقيقة لهذه المنشآت غير معروفة بسبب التخريب الذي تعرضت له أجزاء كبيرة منها. بُني السقف على شكل قبوات، مما يعكس براعة الهندسة المعمارية الرومانية.
بالإضافة إلى المعبد المذكور، تحتوي القرية على أربعة معابد أخرى، وعُثر فيها على العديد من التماثيل وأجزاء المنحوتات الحجرية، مما يبرز غنى التراث الثقافي والتاريخي للمنطقة.
في العصر البيزنطي، كشفت التنقيبات الأثرية عن توسع عمراني في القرية من خلال الأبنية العديدة المنتشرة في أرجائها. وأشار رئيس دائرة آثار درعا إلى أن بعضها أقيم على أنقاض المباني من العصر الروماني. من أهم الشواهد الأثرية على هذا العصر مبنى الجامع الحالي، الذي يُعتقد أنه كان كنيسة خلال القرن الخامس أو السادس الميلادي. يقع الجامع في مدخل القرية القديمة وتحيط به العديد من المباني الأثرية، وهو مربع الشكل بأبعاد تبلغ 11.10 × 11.70 مترًا. يتوسطه من الجهة الجنوبية المحراب، وهو تجويف مقوس على شكل خزانة جدارية بارتفاع 2 متر. وله بابان، الأول من الجهة الشمالية، وهو باب حجري مؤلف من درفتين ولا يزال يحتفظ بشكله القديم، والباب الثاني من الجهة الشرقية وهو مشابه للباب الشمالي.
خلال العهود الإسلامية (الأيوبية والمملوكية)، توسعت المدينة بشكل كبير وكثرت فيها الأبنية، وهناك العديد من البيوت النموذجية التي تدل على السكن خلال هذه الفترة، بحسب نصر الله.
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية