أثار عرض "الإدارة الذاتية" في شمال شرق سوريا باستقبال السوريين المرحّلين من ألمانيا بدلاً من إعادتهم إلى مناطق سيطرة النظام تساؤلات حول مدى واقعية هذا الطرح في ظل التحديات الأمنية والإنسانية القائمة.
الوضع الأمني المتدهور في مناطق "قسد"
على الرغم من تصريحات "الإدارة الذاتية" عن الاستقرار النسبي، تؤكد تقارير حقوقية دولية على هشاشة الوضع الأمني في مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، حيث تشهد المنطقة:
- هجمات مستمرة من خلايا تنظيم داعش: لا تزال الخلايا تنفذ عمليات اغتيال وهجمات إرهابية تستهدف مواقع عسكرية وأمنية ومدنيين.
- التهديد التركي: تتعرض المناطق الحدودية لهجمات مستمرة من تركيا، مما يزيد التوتر الأمني ويدمر البنية التحتية.
- الاعتقالات التعسفية: حملات أمنية تقوم بها "قسد" تشمل اعتقالات تعسفية بحق معارضين أو مشتبهين بالتعاون مع داعش، مما يثير تساؤلات حول سيادة القانون.
أزمة إنسانية وخدمية خانقة
بالإضافة إلى التحديات الأمنية، تعاني مناطق "الإدارة الذاتية" من أزمة إنسانية وخدمية مستمرة:
- نقص في الخدمات الأساسية: تعاني المنطقة من نقص حاد في المياه والكهرباء والصرف الصحي، مما أدى إلى احتجاجات شعبية واسعة النطاق.
- أزمة المخيمات: تحتضن المنطقة مخيمات ضخمة مثل مخيم الهول، الذي يُعتبر من أخطر المخيمات في العالم، حيث يفتقر المقيمون إلى الغذاء والدواء والتعليم والرعاية الصحية الكافية.
تحديات إعادة الإعمار والاقتصاد
تطالب "الإدارة الذاتية" بدعم غربي لإعادة إعمار المنطقة الغنية بالموارد الطبيعية، لكن العقوبات الدولية والهجمات التركية والفساد تضعف قدرتها على استغلال هذه الموارد. كما أن الاعتماد الكبير على المساعدات الإنسانية يجعل فكرة استقبال المزيد من اللاجئين دون دعم دولي مكثف غير واقعية.
هل تستطيع "الإدارة الذاتية" استقبال المرحّلين؟
في ظل هذه المعطيات، يبدو أن فكرة استقبال اللاجئين المرحّلين من ألمانيا غير قابلة للتنفيذ بسبب انعدام الاستقرار الأمني، ونقص الخدمات الأساسية، والأوضاع القانونية والسياسية المعقدة. تحتاج المنطقة أولاً إلى تحقيق استقرار أمني حقيقي، وتحسين الظروف الإنسانية، والحصول على دعم دولي لإعادة الإعمار قبل أن تكون قادرة على استقبال أعداد جديدة من اللاجئين.