دمشق-سانا تعتبر صناعة السيراميك والأدوات الصحية من الصناعات الرائدة في سوريا. ورغم قدرتها على تلبية احتياجات قطاع البناء والإكساء، تواجه هذه الصناعة تحديات كبيرة تعيق نموها.
أدت الأضرار التي لحقت بالعديد من المصانع، وسياسة الاستيراد التي انتهجها النظام السابق، وارتفاع تكاليف الطاقة والضرائب والرسوم على المواد الأولية، إلى عرقلة عمليات الإنتاج.
محمد السحار، رئيس لجنة السيراميك في غرفة صناعة دمشق وريفها، أشار إلى الآثار السلبية لدخول المنتجات الإيرانية بكميات كبيرة قبل سقوط النظام، مما أضعف القدرة التنافسية للمنتجات المحلية وأجبر العديد من المصانع على التوقف.
كما أكد السحار على أن نقص السيولة المالية يمثل عائقاً كبيراً أمام مصانع السيراميك، خاصةً مع حاجتها إلى التمويل لتغطية النفقات التشغيلية وشراء المواد الأولية. وشدد على أهمية استخدام الغاز الطبيعي في صناعة السيراميك والجرانيت لخفض التكاليف وتحسين الجودة.
الدكتور محمد أورفه لي، نائب رئيس اللجنة ورئيس لجنة الغاز الطبيعي في غرفة صناعة دمشق، أوضح أن تكلفة إنشاء مصنع سيراميك واحد لا تقل عن 20 مليون دولار. وأشار إلى وجود أربعة معامل جاهزة للعمل متوقفة حالياً، بالإضافة إلى ستة أخرى خارج الخدمة بسبب الأضرار التي لحقت بها نتيجة لأفعال النظام السابق.
وأضاف الدكتور أورفه لي أن من بين الصعوبات التي تواجه الصناعة ارتفاع تكاليف الطاقة والمنافسة غير العادلة من المنتجات المستوردة، والتي غالباً ما تكون مدعومة في بلدانها. وحذر من الاستيراد المفرط الذي يغرق الأسواق ويخفض أسعار المنتجات المحلية إلى ما دون التكلفة، مؤكداً على توفر معظم المواد الأولية محلياً، مما يعزز القدرة التنافسية للمنتج المحلي إذا توفرت مستلزمات الإنتاج بتكلفة مناسبة.