الخميس, 2 أكتوبر 2025 03:06 PM

ضغوط تركية مكثفة على حماس لقبول خطة ترامب للسلام في غزة

ضغوط تركية مكثفة على حماس لقبول خطة ترامب للسلام في غزة

يبدو أن تركيا تدعم بقوة خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن قطاع غزة. فبعد مشاركة الرئيس رجب طيب إردوغان في اجتماع الدول الإسلامية بنيويورك إلى جانب ترامب، ووصف إردوغان الاجتماع بأنه "مثمر جداً"، أبدى استعداده للمشاركة في وقف الحرب وإحلال السلام في غزة.

لاحقاً، أصدر مجلس الأمن القومي التركي، برئاسة إردوغان، بياناً لافتاً أكد فيه استعداد تركيا لتقديم الدعم لأي خطوة ملموسة تساهم في وقف الإبادة في غزة وتحقيق السلام العادل، داعياً الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى التحرك لوقف الإبادة ومحاسبة المسؤولين عنها.

وكشفت صحيفة "قرار" أن رئيس الاستخبارات التركية، إبراهيم قالين، يضغط بقوة على حركة "حماس" للموافقة على الخطة التي تسعى قطر أيضاً لتسويقها لدى الحركة، وأنه زار الدوحة لهذا الغرض. وأكد الخبير التركي في الشأن الإسرائيلي، رمزي تشيتين، أن مهمة إقناع "حماس" بقبول الخطة أُوكلت إلى تركيا.

وفي المقابل، ظهر تباين في آراء المعارضة التركية حول المشروع الأميركي. إذ رأى زعيم "حزب الشعب الجمهوري"، أوزغور أوزيل، أملاً في وقف الإبادة بحق الفلسطينيين، لكنه اشترط ألا تعيق الخطة حل الدولتين، معتبراً أن "السلام المقترح ليس عادلاً. إنه سلام سيئ، ولكنه أفضل من استمرار الحرب".

بينما انتقد رئيس "حزب المستقبل"، أحمد داود أوغلو، خطة ترامب، واصفاً إياها بالاستعمار الجديد لغزة وفلسطين. وأشار إلى أن المقاومة في القطاع منذ سنتين هي عنوان للعزة، وأن عدم تحرك الدول الإسلامية لوقف الإبادة وطرح خطة استعمار جديد لغزة، هو إهانة وذل لملياري مسلم. واعتبر داود أوغلو أن فشل إسرائيل في احتلال شريط صغير منذ سنتين هو هزيمة لها، وأن خطة ترامب للسلام والتنمية الاقتصادية تشكل غنيمة كاملة للرئيس الأميركي، داعياً تركيا إلى عدم الانجرار إلى فخ غزة.

ودعا زعيم "حزب الرفاه من جديد"، فاتح إربكان، السلطة في تركيا إلى الامتناع عن دعم ترامب ونتنياهو، وبالتالي خطة غزة. ووصف الكاتب طه آقيول المشروع الأميركي بأنه "انتداب جديد"، مشيراً إلى أن تركيا مع تسليم "حماس" لسلاحها، شريطة إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967. وفي صحيفة "حرييات"، وصف نديم شينير خطة ترامب بأنها "ليست للسلام، بل لإنهاء غزة وتركيعها"، لافتاً إلى أنها لا تضمن إنشاء دولة فلسطينية ولا انسحاباً إسرائيلياً كاملاً، معتبراً أن تعيين طوني بلير لإدارة غزة ليس سوى تعيين حاكم استعماري للقطاع.

ويرى الباحث أويتون أورخان أن الأولوية بالنسبة إلى تركيا هي وقف إطلاق النار، بغض النظر عن كيفية تحقيق السلام، لافتاً إلى أن المعضلة تكمن في كيفية تطبيق الخطة التي ستواجه خلافات كثيرة. وأضاف أورخان أن ما قد يقلق تركيا هو مسألة العمل على إخراج حماس نهائياً من غزة، لأن أنقرة ترى أن الحركة جزء من القطاع. وختم بأنه يمكن لبلاده أن تشارك في القوة الدولية في غزة، في حال كانت الأمور واضحة، مشيراً إلى أن وقف الحرب وحل الوضع هناك، يزيلان العقبة الكبرى أمام "المصالحة" التركية – الإسرائيلية.

مشاركة المقال: