الأحد, 27 يوليو 2025 01:48 PM

ضغوط متزايدة على المستشار الألماني لاتخاذ موقف أكثر حدة تجاه إسرائيل

ضغوط متزايدة على المستشار الألماني لاتخاذ موقف أكثر حدة تجاه إسرائيل

يواجه المستشار الألماني فريدريش ميرتس ضغوطًا متزايدة لاتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه إسرائيل، حيث يدعو أعضاء في ائتلافه إلى انضمام برلين إلى بيان صادر عن عشرات الدول الغربية يدين "القتل الوحشي" للفلسطينيين.

يتزعم ميرتس حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي المنتمي إلى يمين الوسط في ألمانيا. وقد تصاعدت الانتقادات الموجهة للمستشار الألماني بسبب موقفه من إسرائيل، وبرز غياب برلين عن البيان المشترك الذي صدر يوم الاثنين عن الاتحاد الأوروبي و28 دولة غربية.

وكانت بريطانيا وفرنسا من بين الدول الغربية التي وقعت على البيان، الذي دعا إسرائيل إلى إنهاء الحرب فورًا. واستنكرت الدول في البيان المشترك ما وصفته بـ "التدفق غير المنتظم للمساعدات" المقدمة للفلسطينيين في غزة، معربة عن صدمتها إزاء مقتل أكثر من 800 مدني أثناء سعيهم للحصول على المساعدات.

أعربت ريم العبلي- رادوفان، وزيرة التعاون الاقتصادي والتنمية في حكومة ميرتس، يوم الثلاثاء، عن استيائها من قرار ألمانيا عدم التوقيع على البيان. والوزيرة عضو في الحزب الديمقراطي الاجتماعي، الشريك الأصغر المنتمي ليسار الوسط في الائتلاف الحاكم. وقالت: "المطالب الواردة في الرسالة الموجهة من 29 شريكًا إلى الحكومة الإسرائيلية مفهومة بالنسبة لي. وكنت أتمنى أن تنضم ألمانيا إلى الإشارة التي أرسلها الشركاء".

وقال ميرتس في وقت متأخر من يوم الثلاثاء إن المجلس الأوروبي أصدر بالفعل إعلانًا مشتركًا "مطابقًا تقريبًا في مضمونه لما عبرت عنه الرسالة". وكان بيان المجلس الصادر في يونيو/ حزيران قد استنكر الوضع الإنساني المتردي في غزة، لكنه لم يكن مفعمًا بالمشاعر أو ينتقد إسرائيل بشكل مباشر مثل الرسالة، كما أنه لم يدن المخطط الإسرائيلي لنقل الفلسطينيين إلى ما تسمى "مدينة إنسانية" التي أُعلن عنها في وقت سابق من هذا الشهر.

وقال ميرتس: "كنت من أوائل من قالوا بوضوح تام.. حتى في ألمانيا.. إن الوضع هناك لم يعد مقبولا"، نافيًا أي انقسامات داخل ائتلافه بشأن هذه القضية. ويوم الاثنين، قال إنه تحدث يوم الجمعة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأخبره "بشكل واضح وصريح جدا بأننا لا نتفق مع سياسة الحكومة الإسرائيلية المتعلقة بغزة".

غير أن امتناع برلين عن التوقيع على البيان جاء بعد أن حرصت ألمانيا على مدى شهور، وبشكل خاص في العلن، على الحد من انتقاداتها للإجراءات الإسرائيلية. ويقول المسؤولون الألمان إن نهجهم تجاه إسرائيل محكوم بمسؤولية خاصة ناشئة عن إرث المحرقة النازية. وهم يعتقدون أنهم يستطيعون تحقيق نتائج أفضل عبر قنوات دبلوماسية غير معلنة وليس من خلال التصريحات العلنية.

وميرتس هو أحد الزعماء الأوروبيين القلائل الذين عرضوا علنًا استضافة نتنياهو دون اعتقاله بموجب مذكرة صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي للاشتباه بارتكابه جرائم حرب.

ويقول منتقدو نهج ميرتس، ومنهم شركاء الحزب الديمقراطي الاجتماعي في الائتلاف الحكومي، إن إرث المحرقة لا يمكن أن يكون ذريعة لتجاهل الجرائم الإسرائيلية، بل على العكس، يجب أن ينطبق على غزة الآن شعار "لن يتكرر ذلك أبدًا" الذي ساد بعد المحرقة.

وقال عضوا البرلمان الألماني عن الحزب الديمقراطي الاجتماعي أديس أحمدوفيتش ورولف موتسينيش في بيان مشترك "الوضع في غزة كارثي ويمثل هاوية إنسانية"، ودعيا إلى انضمام برلين إلى البيان المشترك. وأضافا أنه يجب أن تواجه إسرائيل "عواقب واضحة وفورية" منها تعليق الاتفاق الذي يحكم العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل ووقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل والتي تستخدم في انتهاك للقانون الدولي.

(REUTERS)

مشاركة المقال: