الإثنين, 24 نوفمبر 2025 11:41 PM

عودة الأمل إلى الغوطة الشرقية: وصول قافلة نازحين من عفرين إلى ريف دمشق

عودة الأمل إلى الغوطة الشرقية: وصول قافلة نازحين من عفرين إلى ريف دمشق

وصلت قافلة من العائلات العائدة من مناطق الشمال السوري، وتحديدًا من عفرين ومحيطها، ليلة أمس الأحد إلى بلدات حمورية وجسرين وبلدات أخرى في الغوطة الشرقية. تأتي هذه الخطوة ضمن مشروع إنساني يهدف إلى تسهيل العودة الطوعية والآمنة للأسر النازحة إلى مناطق سكنها الأصلية في ريف دمشق.

تُعدّ هذه القافلة الأولى ضمن أربع قوافل مخطط لها. وقد ضمت ستًا وأربعين أسرة غادرت مناطق عفرين المدينة وراجو وعيم حجر وجنديرس والأشرفية والمحمودية، متجهة نحو ريف دمشق إلى بلدات زملكا وجسرين وحمورية والتضامن والمليحة وببيلا وبيت سحم والعتيبة ودوما وحرستا وحران العواميد ومساكن الغسولة والشيفونية وحوش نصري.

يأتي تسيير القافلة ضمن مشروع لوجستي واسع يستهدف معالجة التحديات التي تعرقل عودة النازحين. فالعديد من الأسر تواجه صعوبة في الانتقال بسبب غياب وسائل النقل المناسبة أو عدم القدرة على تحمّل تكاليفها.

خالد خطيب، مدير المشروع، أوضح في حديث خاص لـ”سوريا 24” أن عملية نقل الأسر من المخيمات إلى المناطق السكنية تمثل مرحلة أساسية لضمان عودة كريمة وآمنة، لكنها غالبًا ما تصطدم بعقبات لوجستية ومادية كبيرة. وأضاف أن المشروع يهدف إلى تأمين وسائل نقل آمنة ومنظمة تساعد العائلات على الوصول إلى مناطق سكنها المستدام، من خلال توفير حافلات بولمان لنقل الأشخاص وشاحنات مخصّصة لنقل الأثاث، وذلك بالتعاون بين جمعية غراس الخير الإنسانية وشريكها الدولي MAA، وبالتنسيق مع الجهات الحكومية والمحلية لضمان تنفيذ العملية وفق المعايير الإنسانية.

يستهدف المشروع نقل ما يقارب مئتي أسرة من مدينة عفرين وما حولها خلال أربع دفعات. وقد انطلقت القافلة الأولى في الثالث والعشرين من تشرين الثاني 2025، بينما يجري العمل حاليًا على تجهيز القافلة التالية، المتوقع انطلاقها في الرابع من كانون الأول المقبل.

يأمل القائمون على المشروع أن تسهم هذه الخطوة في تسريع عودة العائلات تدريجيًا إلى مناطقها، وتخفيف الأعباء المعيشية التي لا تستطيع الكثير من الأسر تحمّلها وفق إمكانياتها الحالية.

تشرف على تنفيذ المشروع جمعية غراس الخير الإنسانية، وهي جمعية سورية غير ربحية تأسست عام 2014 في تركيا وتحمل ترخيصًا رسميًا، كما أنها عضو مؤازر في الندوة. تعمل الجمعية على دعم الفئات الأكثر ضعفًا من الرجال والنساء والأطفال عبر برامجها الأساسية في قطاعات الأمن الغذائي وسبل العيش والمأوى والمواد غير الغذائية والتعليم والحماية والكفالات، إلى جانب دور محوري في تنسيق المخيمات وإدارتها.

تؤكد الجمعية أن المشروع يأتي في سياق جهودها الرامية إلى دعم العودة الطوعية الآمنة، وتمكين العائلات من الانتقال نحو بيئة أكثر استقرارًا واندماجًا.

تمثّل القافلة الأولى مؤشرًا على بداية مرحلة جديدة من عمليات العودة المنظمة بعد سنوات طويلة من النزوح، في ظل آمال بأن تسهم القوافل المقبلة في إعادة الاستقرار إلى بلدات الغوطة، وإتاحة فرصة حقيقية للعائلات للعودة إلى نمط حياة أكثر أمانًا واستدامة داخل مجتمعاتها الأصلية.

مشاركة المقال: