أعلنت وزارة الهجرة العراقية عن عودة 15 ألف عراقي من مخيم "الهول" في سوريا، الذي يضم عوائل لتنظيم "الدولة الإسلامية". وتأتي هذه العودة في ظل استمرار جهود إعادة النازحين من المخيم إلى العراق، وفقًا لوكالة الأنباء الرسمية (واع).
أكد وكيل وزارة الهجرة والمهجرين، كريم النوري، أن عمليات عودة النازحين من مخيم الهول مستمرة بهدف إدماجهم ونقلهم إلى مناطقهم الأصلية. وأشار إلى الدور الكبير الذي تقوم به وزارة الهجرة العراقية بالتعاون مع المنظمات الدولية لتسهيل عودتهم ودمجهم في المجتمع.
وأضاف النوري أنه تم إعادة عشرة آلاف شخص إلى مناطقهم، بينما لا يزال خمسة آلاف شخص في مخيم الجدعة يخضعون لعملية تأهيل قبل عودتهم النهائية. ولا يزال هناك ما يقارب 18 ألف شخص في مخيم الهول ينتظرون الفرصة للعودة إلى مناطقهم بعد استكمال التدقيق الأمني.
وأشار إلى أن وزارة الهجرة نجحت في إعادة أغلب العراقيين الموجودين في مخيم الهول إلى مناطقهم، معتبرًا ذلك مؤشرًا إيجابيًا على نجاح جهود التأهيل والدمج في المجتمع.
وفي إحصائية حديثة، غادرت 238 عائلة (832 فردًا) من مخيم الهول إلى العراق في منتصف نيسان الماضي، وذلك بالتنسيق بين "الإدارة الذاتية" شمال وشرقي سوريا والحكومة العراقية. وفي نهاية آذار الماضي، غادرت نحو 190 عائلة تضم نحو 700 شخص مخيم "الهول" إلى العراق.
يقع مخيم "الهول" في محيط مدينة الحسكة، بالقرب من الحدود السورية-العراقية، ويضم مقاتلين سابقين في تنظيم "الدولة" وعوائلهم. وبحسب إحصائيات "الإدارة الذاتية"، يبلغ عدد المقيمين في المخيم 39 ألف شخص، منهم 15 ألف سوري، و17 ألف عراقي، و7000 شخص من جنسيات أخرى.
منذ بداية العام الحالي، أطلقت الأمم المتحدة بالتعاون مع الحكومة العراقية خطة لدعم عودة العراقيين من مخيمي "الهول" و"روج" وإعادة تأهيلهم وإدماجهم في مدنهم وبلداتهم في العراق. وكانت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية قد أعلنت سابقًا عن تسلّم العراق 11529 شخصًا من المواطنين العراقيين الذين كانوا يقيمون في مخيم "الهول".
يعود تاريخ إنشاء مخيم "الهول" إلى العام 1991 لإيواء اللاجئين العراقيين الفارين من حرب الخليج الثانية، بطلب من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين. وفي عام 2003، أعيد فتح المخيم لاستقبال العراقيين المغادرين للبلاد عقب العملية العسكرية الأمريكية في العراق. وفي 2013، سقط المخيم بيد تنظيم "الدولة"، قبل أن تستعيد "قسد" السيطرة عليه عام 2015 بدعم من طيران التحالف الدولي.