عُسر القراءة (Dyslexia)، أو ما يُعرف بـ "خلل القراءة"، هو أحد صعوبات التعلم الأكثر شيوعًا بين الأطفال، وقد يستمر دون تشخيص حتى سن البلوغ، مما يؤثر سلبًا على التحصيل العلمي. ومع ذلك، يمكن للعديد من الأطفال المصابين بعُسر القراءة النجاح في المدرسة من خلال التدريس الخاص أو البرامج التعليمية المتخصصة، مما يجعل التشخيص المبكر أمرًا بالغ الأهمية. يشرح الدكتور أكرم خولاني عسر القراءة بالتفصيل.
ما هو عُسر القراءة؟
هو حالة يعاني فيها الشخص من صعوبات في التعرف على أصوات الكلام وربطها بالحروف والكلمات، مما يؤدي إلى صعوبة في القراءة والتهجئة والكتابة، سواء كانت القراءة سريعة أو صامتة أو بصوت عالٍ، وفهم المقروء. يُعتبر عُسر القراءة حالة عصبية ناتجة عن أسباب وراثية أو بيئية، مثل إصابة دماغية أو سكتة دماغية، وليس نتيجة لسوء التدريس أو التنشئة.
ما هي أعراض عُسر القراءة؟
قد يكون من الصعب تحديد مؤشرات عُسر القراءة قبل دخول الطفل المدرسة، ولكن بعض الدلائل المبكرة قد تشير إلى وجود مشكلة، مثل:
- التأخر في الكلام.
- تعلم الكلمات الجديدة ببطء.
- مشكلات في تكوين الكلمات بشكل صحيح، مثل عكس ترتيب الأصوات أو الخلط بين الكلمات المتشابهة.
- مشكلات في تذكر الحروف والأرقام والألوان أو تسميتها.
- صعوبة في تعلّم أغاني الأطفال أو لعب ألعاب الكلمات المُقفاة.
وبمجرد دخول الطفل المدرسة، قد تتجلى الأعراض بشكل أوضح، وتشمل:
- انخفاض القدرة على القراءة عن المستوى المتوقع لعمر الطفل.
- صعوبة معالجة المشكلات وفهم ما يسمعه.
- صعوبة في الوصول إلى الكلمة الصحيحة أو تكوين إجابات للأسئلة.
- مشكلات في تذكر تسلسل الأشياء.
- صعوبة رؤية أو سماع أوجه التشابه والاختلاف في الحروف والكلمات.
- عدم القدرة على نطق الكلمات غير المألوفة.
- صعوبة البلع.
- قضاء وقت أطول من المعتاد في إكمال المهام التي تشتمل على القراءة أو الكتابة.
- تجنُّب الأنشطة التي تتضمن القراءة.
تتشابه مؤشرات عُسر القراءة لدى المراهقين والبالغين مع تلك التي تظهر لدى الأطفال، وتشمل:
- صعوبة القراءة، بما في ذلك القراءة بصوت عالٍ.
- القراءة والكتابة ببطء وبمجهود شاق.
- مشكلات في التهجية.
- تجنُّب الأنشطة التي تتضمن القراءة.
- نطق الأسماء أو الكلمات بشكل خاطئ، أو مواجهة مشكلات في استرجاع الكلمات.
- قضاء وقت أطول من المعتاد في إكمال المهام التي تشتمل على القراءة أو الكتابة.
- صعوبة في تلخيص قصة.
- صعوبة في تعلم لغة أجنبية.
- صعوبة في حل مسائل الرياضيات اللفظية.
كيف يتم تشخيص الحالة؟
يتم تشخيص عُسر القراءة من خلال سلسلة من اختبارات الذاكرة والهجاء والرؤية والقراءة، يقوم بها طبيب محترف مؤهل، مثل اختصاصي الأمراض العصبية، واختصاصي الطب العصبي النفسي، وطبيب أطفال تنموي، أو اختصاصي علم النفس التربوي والمعلمين المؤهلين المتخصصين في عُسر القراءة.
ما هو علاج عُسر القراءة؟
على الرغم من عدم وجود علاج محدد لعُسر القراءة، فإن التقييم والتدخل المبكرين يؤديان إلى أفضل النتائج. عادة ما يتم تعليم الطفل المصاب بعُسر القراءة بطريقة الدعم وفق برنامج مخصص، مع الدعم العاطفي من الوالدين والدعم النفسي التربوي من معلم متخصص. وينصح الأهل بالالتزام بالخطوات التالية لمساعدة الطفل:
- تأمين جو هادئ لمساعدة الطفل على التعلم والاستيعاب.
- التكلم بهدوء وروية والتأكد من فهم الطفل للأسئلة.
- تشجيع الطفل وعدم التقليل من شأنه.
- التحلي بالصبر وطول البال.
- تثقيف الأهل أنفسهم عن اضطراب عُسر القراءة.
- التركيز على نقاط القوة لدى الطفل والتعرف على ميوله المهنية.
قد يستخدم المعلمون تقنيات تشمل السمع والبصر واللمس لتحسين مهارات القراءة، حيث يمكن للطالب الاستماع إلى درس مسجل وتتبع الكلمات والأحرف بالإصبع لفهم المعلومات بشكل أفضل.