الأربعاء, 10 سبتمبر 2025 09:18 PM

غزة ترفض التهجير: تظاهرات بالأكفان بعد إنذار إسرائيلي بإخلاء مليون شخص

غزة ترفض التهجير: تظاهرات بالأكفان بعد إنذار إسرائيلي بإخلاء مليون شخص

يوسف فارس: واصل جيش العدو، أمس، عملياته التدميرية في مدينة غزة، وسط انفجارات ضخمة. وبينما يهرب الأهالي نتيجة القصف الجوي المتواصل، استيقظت المدينة على إنذار من جيش الاحتلال لنحو مليون شخص من سكان غزة وضواحيها بإخلاء منازلهم والتوجه إلى منطقة المواصي جنوب القطاع، في كارثة هي الأكبر منذ بداية الحرب الإسرائيلية.

تشمل منطقة الإخلاء التي حددتها المنشورات الإسرائيلية أحياء واسعة من غزة، من حي الشجاعية شرقاً وحتى أقصى غربها، بما في ذلك البلدة القديمة وأحياء الدرج والتفاح والصحابة والرمال والنصر والشيخ رضوان والصبرة، وهي مناطق يقطنها نحو مليون نازح.

تزامنت أوامر الإخلاء مع قصف جوي مكثف طال المدينة، حيث دمّر العدو أكثر من 70 منزلاً وبرجاً سكنياً. واستهدف جيش الاحتلال الأبراج المرتفعة التي تحوي مئات الشقق السكنية، خاصة تلك المحيطة بمخيمات النازحين، بهدف الترويع وإجبار السكان على النزوح جنوباً. لكن هذه السياسة تصطدم بواقع إنساني صعب يجبر السكان على البقاء.

يقول يحيى المدهون، وهو صحافي شارك في مسيرة الأكفان التي انطلقت في غزة: «لن نخرج من المدينة إلا أمواتاً. هذه مدينتنا وسنموت فيها قبل أن نتركها». وأكد أبو سلمان المغني، رئيس اللجنة العليا لشؤون العشائر، أن «التاريخ لن يكتب أننا تركنا مدينتنا. سنبقى في غزة ولن نغادرها حتى آخر نفس». وشارك في المسيرة اللجان المجتمعية وجهاز الدفاع المدني ووزارة الصحة وآلاف المواطنين والصحافيين ووجهاء العشائر.

وفي الميدان، كثّف العدو قصفه الجوي الذي طال المنازل والأبراج السكنية، بالإضافة إلى المجازر الجماعية وتسوية المنازل المأهولة بالأرض. ودمّر جيش الاحتلال منزل عائلة الصفدي في حي الكرامة، على رؤوس خمس عائلات تسكنه، ما أسفر عن مقتل 20 شخصاً، وفقاً لجهاز الدفاع المدني. كما استهدفت الطائرات الحربية خيام النازحين في المناطق الغربية للمدينة.

على الجانب الآخر، يكتظ شارع الرشيد بالنازحين المتجهين جنوباً. وتقول أم عمر قمر، وهي نازحة من حي الشيخ رضوان: «صمدنا في بيتنا حتى بدأت القنابل الحارقة تخترق النوافذ. اضطررنا إلى النزوح مرغمين من دون أي خطة أو مكان نتوجه إليه جنوباً». وأضافت: «قمنا ببيع أثاث المنزل لتأمين تكاليف المواصلات، وخرجنا إلى الجنوب نبحث عن خيمة أو مأوى ولم نجد».

وفي جنوب القطاع ووسطه، حيث حدد جيش الاحتلال الشريط الساحلي لمدينة خانيونس منطقة إنسانية، يقطن مئات الآلاف من النازحين، ولا يوجد مكان لنازحين جدد. ويقول نزار عياش، رئيس بلدية مدينة دير البلح، إن «المدينة مكتظة بالنازحين وتعاني من انهيار في البنية التحتية، وليس بوسعنا استقبال المزيد».

وفي مواصي خانيونس، يؤكد مصدر في المؤسسات الدولية أن «جيش الاحتلال لم يقم بتأهيل أي منطقة لاستقبال النازحين، وأن تهيئة الظروف لاستقبال مليون نازح بحاجة إلى عمل كبير وتجهيزات هائلة غير متوفرة حالياً، ما يعني أن نازحي الشمال ومدينة غزة سيُلقون في الشوارع بلا رعاية».

مشاركة المقال: